مدار الساعة - للسنة الثالثة على التوالي يقوم مركز شُرُفات لدراسات وبحوث العولمة والارهاب بإصدار تقريره حول “مؤشر الإرهاب في الاردن” الذي يتناول بالتحليل المكثف العمليات الإرهابية ومؤشرات واتجاهات الإرهاب التي تحدث في الاردن سنوياً .
يدرك مركز شُرُفات إن الجزء الأكبر من مشكلة دراسة الإرهاب العالمي يتمحور حول إشكالية تحديد مؤشرات الإرهاب “الكمية”، وتأتي طبيعة هذه الإشكالية من جوهر مفهوم الإرهاب نفسه واختلاف وجهات النظر حوله، وسيطرة وجهة النظر الغربية والأمريكية تحديداً في حقل الدراسات والأبحاث في هذا المجال.
ليس هناك مؤشرات كمّية للإرهاب في الوطن العربي. ولذلك بادر مركز شُرُفات لدراسات وبحوث العولمة والارهاب وأخذ على عاتقه بجهود شخصية وتمويل ذاتي مهمة بناء وإصدار “مؤشر الإرهاب في الأردن”.
يهدف التقرير الى تسليط الضوء على ظاهرة الإرهاب في الاردن، والتوعية المجتمعّية من خطر الإرهاب ، ونشر ثقافة مقاومة الإرهاب بكافة أشكاله، وتزويد صانع القرار والخبراء ومراكز البحث والدراسات ومؤسسات المجتمع المحلية والعالمية بالدراسة والتحليل الموضوعي والدقيق لظاهرة الإرهاب العالمي واتجاهاته المستقبلية بما يساعد ويساهم في دراسة ومقاومة هذه الظاهرة وحماية السلم العالمي.
يعتمد “مؤشر الإرهاب في الاردن” (في الجزء المتعلق بتغطية الإرهاب العالمي) على قاعدة بيانات “مؤشر الإرهاب العالمي ” الذي يصدر سنوياً عن مركز الاقتصاد والسلام في سيدني-أستراليا لعام 2020م.
مؤشر الإرهاب في الاردن؛ وحالة الأردن بالكامل من إنتاج وتحليل مركز شُرُفات لدراسات وبحوث العولمة والارهاب.
يحتوي التقرير على جزءين: الأول خارطة الإرهاب العالمي بالاعتماد على مؤشر الإرهاب العالمي .والجزء الثاني “مؤشر الإرهاب في الاردن” –حالة الأردن 2020م.
انخفضت العمليات، والوفيات الناجمة عن الإرهاب في العالم للعام الخامس على التوالي.
أن ( 96%) من الوفيات الناجمة عن الإرهاب وقعت في الدول التي تعاني من الصراعات المسلحة.
احتلت الدول العربية والإسلامية قائمة الدول العشر الأولى على مؤشر الإرهاب العام 2020م.
لأول مرة منذ عشر سنوات( 2011م) يخلو الأردن من العمليات الإرهابية الفعلّية.
جاء ترتيب الأردن على “مؤشر الإرهاب العالمي” ضمن المناطق منخفضة التهديد واحتل المرتبة 57 عالمياً.
دائرة المخابرات العامة تُعلن عن إحباط ( 3 )عمليات إرهابية لتنظيم داعش.
محكمة أمن الدولة تحكم على (3 ) نساء بالإرهاب بموجب قانون مكافحة الإرهاب.
تنظيم داعش يستهدف في الأردن الأهداف الاستخبارية ، والأمنية(دائرة المخابرات العامة ، وقوات الأمن العام ) ، والأهداف “الرخوة” مثل دور العبادة والكنائس.
ساعدت جائحة كورونا بالحد من انتشار الإرهاب؛ لكن العمليات الإرهابية لم تتوقف وقد أخذت معظم العمليات أسلوب الذئاب المنفردة.
وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة هي الأسلوب الأول للدعاية وتجنيد الأعضاء والمؤيدين لتنظيم داعش في الأردن.
قطاع الشباب الجامعيين والمؤهلين تقنياً أهداف للتجنيد لدى تنظيم داعش في الأردن
الجزء الأول
ولذلك من المهم الإشارة الى أن هذا التضارب بالأرقام يعود الى فروقات منهجية في عملية الإحصاء بين “مؤشر الإرهاب العالمي” 2020م الذي يُصدره معهد الاقتصاد والسلام، ويتحدث عن العمليات الإرهابية التي جرت بالفعل السنة الماضية 2019م. بينما يتحدث تنظيم داعش عن عمليات حصلت بالفعل عام 2020م . وبالتالي لن تظهر هذه الفروقات إلا في مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2021م.
- على الرغم من انخفاض نشاط تنظيم داعش في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لا تزال الجماعات التابعة لداعش نشطة في جميع أنحاء العالم، وبشكل خاص في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى حيث زادت الوفيات المنسوبة إلى الجماعات المنتسبة إلى داعش. وقد تعرض 27 بلدا لهجوم إرهابي بسبب داعش أو أحد فروعه.
وأشار التقرير إلى أن معاداة المهاجرين أصبح من أهم المواضيع على أجندة الأوساط المتطرفة منذ أزمة المهاجرين في 2015 و2016. ووصف تقرير الاستخبارات البلجيكية الشكل الجديد لليمين المتطرف باليمين المتطرف ذي الياقة البيضاء . ويؤمن المتطرّفون اليمنيون بنظرية “الاستبدال العظيم” التي تعتبر أن الشعوب الأوروبية البيضاء يجري استبدالها بشكل منتظم بوافدين من خارج القارة. وهم يعملون بشكل متزايد على بناء شبكات عابرة للحدود مع نشطاء آخرين لاسيما من الروس ومتطرفي دول أوروبا الشرقية.
الجزء الثاني
– لكن هذا لا يعني أن تهديد الإرهاب ضد الأردن قد انتهى؛ أو أنه لم يتعرض لمحاولة القيام عمليات إرهابية. حيث نجحت دائرة المخابرات العامة بإحباط (3) عمليات إرهابية خطيرة من قبل تنظيم داعش في: عمان ، والزرقاء وإربد . وهذه العمليات هي:
1. بتاريخ 2حزيران/ يونيو 2020م أحبطت دائرة المخابرات العامة عملية إرهابية لعضوين من تنظيم داعش استهدفا مبنى المخابرات في مدينة الزرقاء، باستخدام أسلوب المتفجرات لقتل المتواجدين، وأسلوب الأسلحة الخفيفة لقتل كادر إحدى دورياتها الثابتة في حي معصوم في مدينة الزرقاء. وبينت تحقيقات “محكمة أمن الدولة” مع المتهمين أنهما خططا لعمليتهما الإرهابية نصرة لتنظيم داعش الإرهابي، وكانا خلال لقاءاتهما يتداولان أخبار وإصدارات داعش فيما بينهما عن طريق الإنترنت عبر قناتي (أخبار المسلمين) و(وكالة أعماق) التابعتين للتنظيم.
2. بتاريخ 7حزيران/ يونيو 2020م. أحبطت دائرة المخابرات العامة عملية إرهابية لخلية مكونة من ثلاثة أعضاء من تنظيم داعش، كانت تستهدف كادر مركز أمن اربد الشمالي في مدينة إربد شمال الأردن ، باستخدام أسلوب الأسلحة الخفيفة. وقد بينت تحقيقات ”محكمة امن الدولة” أنهم تعرفوا على أفكار تنظيم داعش من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ومتابعة إصدارات التنظيم والتواصل عبر تطبيق ( تلغرام ) مع أعضاء التنظيم خارج الأردن للتواصل والتنسيق.
3. بتاريخ 28 حزيران/يونيو 2020م كشفت تحقيقات “محكمة أمن الدولة” فشل خلية من أربعة أشخاص من تنظيم داعش من سكان منطقة الوحدات-عمان الشرقية في مهاجمة محل لبيع المشروبات الكحولية وكنيسة الأرمن الأرثوذكس في منطقة الاشرفية القريبة من الوحدات باستخدام أسلوب الأسلحة الرشاشة، وذلك بعد فشلهم بتصنيع المتفجرات محلياً. واعترف أعضاء الخلية بأنهم تعرفوا على أفكار تنظيم داعش عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي وأنهم فشلوا بالالتحاق بصفوف تنظيم داعش في سوريا نتيجة تشديد الإجراءات الأمنية على الحدود. وقد قام الأرشمندريت أڤيديس إبيراجيان النائب البطريركي لطائفة الأرمن الأرثوذكس وراعي الطائفة الأرمنية في الأردن على اثر ذلك بتاريخ 30 حزيران/يونيو 2020م بتوجيه رسالة شكر لدائرة المخابرات العامة ومديرها اللواء احمد حسني .
- بلغ عدد “العمليات “الإرهابية الفعليّة في الأردن (خلال الفترة الممتدة ما بين 1970حتى آخر إحصاء بتاريخ 31-12-2020) ما مجموعه (133) عملية إرهابية، نتج عنها ما مجموعه (156) حالة وفاة، وما مجموعه (300) جريح.
- جاء ترتيب الأردن على “مؤشر الإرهاب العالمي” ضمن المناطق منخفضة التهديد واحتل المرتبة 57 عالمياً متراجعا بمقدار 7 نقاط بعد أن كان ترتيبه 64 عام 2019م.
- كشفت العمليات الثلاث المُحبطة أنّ الأهداف الاستخبارية والأمنية (دائرة المخابرات العامة ، والأمن العام) هي المستهدفة من تنظيم داعش في الاردن.
- من حيث الأساليب تبين أن “أسلوب التفجيرات” هو أكثر الأساليب الإرهابية استخداماً في الاردن، وأقلها هو أسلوب العمليات الانتحارية.
- كشفت تحقيقات محكمة الدولة أن منصات وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة هي الوسيلة الأولى في الدعاية وتجنيد الأعضاء لدى تنظيم داعش في الأردن.