كانت المملكة الأردنية الهاشمية تعرف بإمارة شرق الأردن ككيان سياسي ذو حكم ذاتي وكان موجوداً رسميا ضمن منطقة فلسطين الانتدابية منذ 08/01/1921 ولغاية تاريخ إعلان استقلال المملكة الأردنية الهاشمية في 25/5/1946. وذلك بقرار من عصبة الأمم المتحدة باقتراح بريطانيا الشّرقيّة، والذي نص على إلغاء السيطرة الاستعماريّة عن مناطق الانتداب البريطاني في شرق الأردن، ومنذ ذلك الوقت أصبحت منطقة شرق الأردن مقاطعة شبه مُستقلة، ويحكمها جلالة الملك المؤسس عبد الله الأول بن الحسين.
وقد تولى الحكم بعد استشهاد جلالة الملك عبد الله المؤسس في المسجد الأقصى جلالة الملك طلال بن عبد الله ومن ثم إستلم الحكم بالوصاية دولة توفيق باشا أبو الهدى رئيس الوزراء آنذاك وفق الدستور ثم سلَّم الحكم دولته لجلالة الملك المغفور له بإذن الله الحسين بن طلال عندما بلغ السن القانونية.
وقد تولى جلالته الحكم وهو حديث السن إلا أنه بذكائه وبحنكته السياسية وبدماثة خلقه وبجهوده الجبارة وعلاقاته المتميزة مع جميع ملوك ورؤساء وزعماء الدول في العالم بنى الأردن الحديث وأسس الجامعات والمؤسسات العامة والخاصة المختلفة، كما وأسس وبنى مؤسسات الجيش العربي المصطفوي مع رجالات الوطن الشرفاء أمثال معالي الباشا عامر بسيم الخماش وغيره ... إلخ. وبهمة جلالته ورجالات الوطن المخلصين تم وضع إسم الأردن عالياً ورفع علمه خفاقاً في جميع الدول في العالم رغم ما مرَّت به مملكتنا الفتية من حروب عربية وإقليمية وضغوطات حياتية مختلفة، ورغم شُح موادنا الطبيعية والمالية والإقتصادية.
ثم تولى الحكم بعد وفاة جلالة الملك الحسين الباني، الملك الشاب عبدالله الثاني ابن الحسين المفدى، وإستمر جلالته في علاقاته الدبلوماسية والأخوية المتميزة مع جميع زعماء العالم. وإستمرت النهضة والتطوير في أردننا العزيز حتى وقتنا الحاضر رغم ما مرت به المنطقة العربية والإقليمية بحروب وعواصف شديدة سياسية وإقتصادية وإجتماعية نتيجة أكثر من حرب حدثت أثَّرَت على المملكة كثيراً بسبب الهجرات المتتاليه من الدول العربية المحيطة في المنطقة ومن شمال أفريقيا.
فنحن كأردنيين ومقيمين نحمد الله سبحانه وتعالى أولاً: على أن جعل القيادة في المملكة الأردنية الهاشمية، هاشمية من أشراف وحكام منطقة الحجاز في الجزيرة العربية أباً عن جداً ويمتد نسب هذه القيادة إلى الرسول محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام أشرف خلق الله على الإطلاق. رسول البشرية والناس أجمع (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ، وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (الأنبياء: 107، سبأ: 28)). وثانياً: على أن إختارنا الله من مواطني هذه المنطقة، المملكة الأردنية الهاشمية لننعم بخيرات قيادة تخاف الله وهمَّها الوحيد هو مصلحة الوطن وهذا الشعب من شتى المنابت والأصول، وثالثاً: على أن بارك الله في هذه المنطقة وأهلها لقوله تعالى (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (الإسراء: 1)). فالقيادة الهاشمية لم تتغير بما عندها من صفات قيادية إسلامية فذه وما عندها من إخلاص وتفان للوطن والشعب ومخافة الله، فإذا حصل أن الشعب عانى من ضيق الحال وأخذ يتذمر من الظروف الاقتصادية القاسية التي مرَّ بها أردننا العزيز. فالسبب الرئيسي في ذلك هو تغير البطانة حول القيادة وخصوصاً أولئك الذين تولى بعضهم المسؤوليات العليا في الوطن وآثروا مصالحهم الخاصة على المصالح العامة للوطن والشعب. ولكن على كل من يتولى إحدى المسؤوليات العليا في الوطن أو أي مسؤولية مهما كانت ويقسم القسم أن يحافظ على القسم الذي أقسمه لله قبل جلالة الملك وأن يكون على قدر المسؤولية ويكون همه الوحيد هو مصلحة القيادة والوطن والشعب ويعمل على إستمرار تقدم وإزدهار أردننا العزيز وعلى ان يعيش شعبنا بأمن وأمان وسلام وإطمئنان وحياة أفضل. وكل عام وجلالة الملك وولي عهده الأمين والعائلة الهاشمية والوطن وكل مسؤول يخاف الله في القيادة والوطن والشعب بكل خير من الله سبحانه وتعالى.