أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

عن صاحب عُمر والتغريبة وصلاح الدين

مدار الساعة,أخبار ثقافية
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - عن عمر ناهز الـ 58 عاما، رحل المخرج حاتم علي أحد أبرز مبدعي الدراما السورية، بعد رحلة في عالم الثقافة والفن والتاريخ والإبداع الدرامي استمرت أكثر من ثلاثة عقود من الزمن، وخلفت أعمالا ضخمة لا تنسى، على غرار مسلسل “عُمر” بن الخطاب، و”صلاح الدين” الأيوبي و “الزير سالم” و”التغريبة الفلسطينية” و”صقر قريش” و”ملوك الطوائف”، إلى جانب أعمال مسرحية وسينمائية كثيرة.

كان حاتم علي المولود سنة 1962، قد بدأ حياته الفنية كممثل مع المخرج هيثم حقي في مسلسل دائرة النار سنة 1988، لتتوالى بعدها مشاركاته في أعمال درامية جمع من خلالها بين الأدوار التاريخية والمعاصرة. وانتقل بعدها إلى الإخراج التلفزيوني في منتصف التسعينيات، مقدما الكثير من الأفلام التلفزيونية الروائية الطويلة وعددا من الثلاثيات والسباعيات. وقد اختار حاتم علي الهجرة إلى كندا بعد فترة عاشها بين بيروت والقاهرة، وكان خرج من دمشق بشكل نهائي منذ العام 2012.

بدأ حاتم حياته الفنية ممثلًا مع المخرج هيثم حقي في مسلسل دائرة النار 1988، ثم توالت مشاركاته في الأعمال الدرامية التي جسد شخصيات مختلفة، تتنوع بين الأدوار التاريخية والبدوية إلى الشخصيات المعاصرة بأنماط متعددة. وله لوحات كوميدية مع الفنان ياسر العظمة.

توجه إلى الإخراج التلفزيوني في منتصف التسعينات، حيث قدم عدد كبير من الأفلام التلفزيونية الروائية الطويلة وعدد من الثلاثيات والسباعيات، وفي مرحلة متقدمة قدم مجموعة من المسلسلات الاجتماعية والتاريخية ومن أهم ما قدمه مسلسل الزير سالم والذي يُعد نقطة تحول في مسيرة هذا الفنان. كذلك الرباعية الأندلسية.

ولعل من أبرز هذه الأعمال “صلاح الدين الأيوبي” الذي عُرض في 2001 وتخطت شهرته حدود العالم العربي، حيث تمت دبلجته وعرضه في ماليزيا و تركيا واليمن والصومال وغيرها.

كذلك الأمر مع مسلسلي “الملك فاروق” (2007) و”عمر” (2012) اللذين استحوذا على اهتمام كبير في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي.

وإذا كان عمل حاتم علي قد توزّع على أنواع فنية وأدبية مختلفة، فإن الأبرز فيها هو اشتغاله على عدد كبير من الموضوعات، حيث بات لكل من المشاهدين السوريين والعرب حصته من أعماله، فقد بات اليوم مسلسل “الفصول الأربعة” وثيقة بصرية واجتماعية لدمشق بشوارعها وساحاتها، حتى أن هناك من بين اللاجئين من يقول إنه لو أراد أن يعرّف أطفاله على دمشق التي عاشها فإنه غالباً ما يعود إلى أعمال علي.

وتميز حاتم علي في إخراج المسلسلات التاريخية من أمثال: مسلسل “صلاح الدين الأيوبي” ومسلسل “صقر قريش” الذي يعد الأول في سلسلة مسلسلات تحكي عن تاريخ المسلمين في الأندلس، إذ أعقبه مسلسلا “ربيع قرطبة” في عام 2003 ، و”ملوك الطوائف” عام 2005. ولا تتصل هذه المسلسلات الثلاثة ببعضها إلا في تغطيتها لفترات متعاقبة من التاريخ الأندلسي، وكونها جزءا من مشروع فني سمي بـ “ثلاثية الأندلس”.

في أواخر التسعينيات، عندما توجه حاتم علي إلى الإخراج، أخرج مسلسل “الزير سالم” الذي كان بمثابة نقطة تحول في مسيرته الفنية. وشارك في المسلسل كوكبة من النجوم السوريين. وقد حاول علي في هذا المسلسل تجسيد إحدى السير الخالدة في التراث الشعبي العربي عبر دراما تلفزيونية، وهي سيرة الشاعر وأحد أبطال العرب في الجاهلية: المهلهل ابن ربيعة الملقب بالزير سالم، ومغامرات فروسيته خلال حرب البسوس. التي يقال أن امرأة تدعى البسوس تسببت في اشعالها من أجل ناقة، ودامت أربعين عاما قتل فيها أبناء العمومة بعضهم البعض لأجيال متتالية.

وقد لاقى المسلسل نجاحاً كبيراً عند عرضه في عام 2000. وعلى الرغم من مرور عقدين من الزمن على عرضه، إلا أن الحديث عنه ما زال مستمرا، وقد أعلن الفنان الراحل في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عن مشروع إعادة إنتاج قصة الزير سالم وحرب البسوس في فيلم سينمائي.

لكن مهما اختلفت الآراء والأذواق حول الفنان السوري الراحل فإنها ستلتقي عند عمل لا يمحى من الذاكرة، وقد جعلته التغريبة السورية حاضراً على الدوام، هو مسلسل “التغريبة الفلسطينيّة” (2004)، ويرصد تفاصيل اللهجة الفلسطينية إثر نكبة العام 1948، وقد لعب المخرج نفسه أحد الأدوار المؤثرة فيه كممثل.

على صعيد كتابة السيناريو، ألّف حاتم علي فيلم زائر الليل الذي أخرجه محمد بدرخان كما كتب مسلسل القلاع الذي أخرجه مأمون البني وألّف فيلم تلفزيوني بعنوان الحصان أخرجه بنفسه وشارك في كتابة فيلم آخر الليل مع الكاتب عبد المجيد حيدر وحصل من خلاله على أول جائزة كمخرج من مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون 1996.

ولم يقتصر نشاط حاتم علي على التمثيل والإخراج، بل كان له أيضا نشاطا أدبيا، إذ كتب ثلاث مسرحيات وهي “مات 3 مرات” و”البارحة – اليوم – وغدا”، و”أهل الهوى”. وألف مجموعتين قصصيتين هما: “ما حدث وما لم يحدث”، و”موت مدرس التاريخ العجوز”.

واستحق حاتم علي ما قيل فيه من قبل العديد من المختصين الفنيين والنقاد السنمائيين، بأنه المخرج الذي غير وجه الدراما العربية عموما والدراما السورية بوجه خاص. وهو الأمر الذي جعل أحد المخرجين العرب القول “عدا المسلسلات السورية، كل المسلسلات العربية يمكن سماعها في الإذاعة”.

وقد توجت أعمال حاتم علي بعدد من الجوائز الفنية من بينها: جائزة أفضل مخرج في مهرجان القاهرة للإعلام العربي عن إخراجه لمسلسل الملك فاروق، وجائزة أفضل مخرج من مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون عن فيلم آخر الليل 1996.وجائزة أفضل مخرج في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون عن مسلسل سفر 1997، وذهبية مهرجان البحرين عن مسلسل الزير سالم 2000، وجوائز أخرى.

المصدر : بورتريه من مصادر متعددة

مدار الساعة ـ