كتبنا وَوَضَّحْنَا في أكثر من مقالة لنا كيف خلق الله سيدنا آدم عليه السلام وكيف خلق زوجه من ضلعه الأيسر بجانب قلب الإنسان النابض بالحياة والحيوية والنشاط والمحرك لكل أعضاء الإنسان، كما وضَّحْنا أيضاً كيف سنَّ الله الزواج بين آدم وزوجه ورزقهما بالذكور والإناث وما حدث من خلاف على المصالح الشخصية بين إبني آدم قابيل وهابيل. وكيف أدى التركيز على المصالح الشخصية وإستغلال إبليس للنفس الأمارة بالسوء عند قابيل لقتل أخيه هابيل ليفوز بالأخت الأجمل، بالرغم من خسارة قابيل بقبول الله قربانه وفق التحكيم الذي قضى به آدم وزوجه بينهما بتقديم قرباناً من قبل كلٍ منهما لله والذي يقبل الله قربانه يفوز بالأخت الأجمل. وهذين أخوين من سيدنا آدم وزوجه (حواء كما ذكرت كتب الرسالات السماوية التي سبقت الدين الإسلامي)، فكان هابيل نفسه طيبة ومؤمن بالله وبحكمه وكان أخوه قابيل نفسه أمارة بالسوء وغير مؤمن بالله وبحكمه. فكيف ورئيس أمريكا المنتخب السيد جون بايدن أصله من عائلة بيضون من لبنان كما ذكرنا في مقالة سابقة لنا ومن أب وأم يختلفان عن أب وأم رئيس أمريكا الحالي السيد دونالد ترامب والذي أصله من سوريا ومن أب وأم مختلفين عن أب وأم بايدن. وقد قبل الإثنين ترامب وبايدن النزول لللإنتخابات في الولايات المتحدة الأمريكية فقبل جون بايدن نتائج الإنتخابات وقبل التشكيك في نتائج إنتخابات بعض الولايات وقبل إعادة الفرز فيهن وقبل الإتهامات المختلفة من منافسه ترامب ومعاونيه وقبل التأخير في نقل السلطات ... إلخ. ولكن ترامب لم يقبل بنتائج الإنتخابات وهدد بالقيام بأعمال لا تقبلها الديموقراطية التي يعيشها الشعب الأمريكي منذ تأسيس أمريكا وحاول إثارة حرب أهلية بين أتباع الحزب الجمهوري وأتباع الحزب الديموقراطي. وقد فعل ذلك يوم الأربعاء الموفق 06/01/2021 عن طريق تشجيع أتباعه على دخول الكونجرس الأمريكي بالسلاح وإطلاق النار الحي مما أدت تلك الأحداث إلى قتل خمسة أشخاص وجرح 56 شخص.
أدى التركيزعلى المصالح الشخصية وليس المصالح العامة للشعب الأمريكي في إنتخابات عام 2020 إلى حدوث ما حدث من أحداث مؤسفة في دولة الديموقراطية أمريكا يوم الأربعاء السابق ولأول مرة في تاريخ أمريكا تحدث مثل هذه الأحداث بسبب نتائج الإنتخابات. وقد تداول الناس في العالم فيديوهات عديدة ومختلفة عن ما حدث في الكونجرس الأمريكي شوهت سمعة ديموقراطية الإنتخابات في أمريكا وسمعة الشعب الأمريكي بطريقة غير مباشرة. علاوة على ما تداوله الناس أيضاً من فيديوهات الهدف منها تشويه سمعة المسلمين والعرب عن طريق نشر معلومات موثقة على قناة سي إن إن الأمريكية عن عائلة الرئيس ترامب بأنه من أصل سوري من عائلة الطيباوي ( سميت عائلته ترامب لصعوبة لفظ الطيباوي بالإنجليزية) هاجر جده إلى أمريكا في إواخر القرن التاسع عشر مع نشر صورة لوالده وهو يلبس الطربوش السوري.
لقد سردت قصة إبني آدم قابيل وهابيل لأوضح أنهما إخوان من نفس الأب والأم وإختلفا على المصالح الشخصية لدرجة قتل أحدهما للآخر فما رأيكم في ترامب وبايدن وهما من أب وأم من عائلتين مختلفتين. نعلم ان إبليس باقي حتى تقوم الساعة ووظيفته الرئيسية هو وذريته الإيقاع بين بني البشر فليس العبره في فلان أو علان انه من أصل عربي أو أفريقي أو أوروبي أو ... إلخ، إنما العبره في طبيعة النفس البشرية هل هي أمارة بالسوء أو لوَّامة أو مطمئنة ومحاولات إبليس مع النفس البشرية. فدعونا أن لا نلعب دورا كبيرا نحن المسلمين والعرب في تشويه سمعتنا بطريق غير مباشر فهناك كثيراً من علماء الدين والعلماء والأطباء من السوريين.
وإسمحوا لنا أن ننتهز فرصة مرور مائة عام على تأسيس المملكة الأردنية الهاشمية ونتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات لجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المفدى وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني المفدى والعائلة الهاشمية والشعب الأردني بذلك ونقول الحمد لله الذي حبانا بهذه العائلة الهاشمية المالكة التي لا تتصف أي عائلة ملكية حاكمه في أي دولة في العالم بصفاتها الإيمانية والإنسانية والقيادية.
