مدار الساعة - يجري الاحتفال – منذ 2019 فقط – في الرابع يناير من كل عام، باليوم العالمي للغة “بريل”، وهي لغة فاقدي البصر، على الرغم من أن التقديرات الرسمية تشير إلى أن ما يقرب من 2.2 مليار شخص يعانون من ضعف البصر أو العمى، ويبلغ عدد المكفوفين زهاء مليار شخص في جميع أنحاء العالم، وهم أقل الفئات الاجتماعية انتفاعا بخدمات الرعاية الصحية والتعليم والتوظيف والمشاركة المجتمعية حتى في ظل الظروف العادية.
ويأتي الاحتفال لإذكاء الوعي بأهمية هذه اللغة كوسيلة تواصل عالمية عن طريق اللمس الذي يساعد على تمكين المكفوفين وضعفاء النظر من إعمال حقوقهم الإنسانية الكاملة. فالأشخاص الذين يعانون من ضعف النظر هم أكثر عرضة من غيرهم للمعاناة من معدلات فقر وحرمان مرتفعة. وعدم تلبية احتياجاتهم، أو الوفاء بحقوقهم، له عواقب واسعة النطاق. فغالبا ما يؤدي فقدان النظر إلى المعاناة من انعدام المساواة وهشاشة صحية وحواجز في مجالي التعليم والتوظيف.
وتعتبر اتفاقيات حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، التي عززت حقوق ورفاهية الأشخاص ذوي الإعاقة، أن لغة بريل لغة ضرورية للتعليم، وحرية التعبير والرأي، والوصول إلى المعلومات والاندماج الاجتماعي.
وكانت قد سُمّيت بهذا الاسم تيمناً باسم مخترعها في القرن الـ19 الفرنسي “لويس بريل”.و يتم الاحتفال باليوم العالمي للغة بريل في 4 كانون الثاني/يناير، وهو اليوم الذي ولد فيه مخترع هذا النظام في عام 1809. فبعد أن أصبح لويس بريل أعمى في أعقاب تعرضه لحادث عندما كان في الخامسة عشرة من عمره، ابتكر لويس بريل النظام الذي نعرفه اليوم باسم لغة بريل.
وقد تم تعديل نظام “بريل” على مر السنين. وفي عام 1949، بادرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بتشجيع إجراء دراسة استقصائية لتحديد المشاكل وتوحيد لغة بريل.
ولغة بريل، على نحو ما توضحه الماد 2 من اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ،هي وسيلة اتصال للمكفوفين ولها أهميتها في سياقات التعليم وحرية التعبير والرأي والحصول على المعلومات والاطلاع على الاتصالات المكتوبة وفي سياق الإدماج الاجتماعي على نحو ما تبينه المادتان 21 و 24 من الاتفاقية.
ويُشار إلى أن المكفوفين وضعاف البصر، يستخدمون هذه اللغة لقراءة نفس الكتب والنشرات الدورية المطبوعة بالخط المرئي الذي يقرأه الأشخاص أسوياء البصر، بما يكفل لهم الحصول على نفس المعلومات المهمة، وهو ما يُعد مؤشراً على الكفاءة والاستقلال والمساواة.
وقد بدأ انتشار هذه اللغة يأخذ في التزايد في الآونةِ الأخيرة، في وقتٍ يتنامى فيه عدد الأشخاص من ذوي الإعاقة البصرية. ووفقاً لأحدثِ إصدارات منظمة الصحة العالمية هناك أكثر من 285 مليون شخص من ذوي الإعاقة البصرية حول العالم. 39 مليون شخصٍ منهم مكفوفين بالكامل. وإن أثر تلك الإعاقتين يمتد إلى معايشة الغبن وغياب المساواة طوال العمر. فالذين يعانون من الإعاقة البصرية هم أقل عافية وأكثر مواجهة للعقبات المانعة من التعليم وفرص العمل.
وأظهر الوباء أهمية إنتاج المعلومات الضرورية بأشكال يسهل الوصول إليها، بما في ذلك لغة برايل والصيغ السمعية. وبغير ذلك، يمكن أن يواجه عديد الأشخاص ذوي الإعاقة مخاطر أكبر من التلوث بسبب فقدانهم إرشادات واحتياطات الحماية وتقليل انتشار الوباء. وتأكد للعالم كذلك الحاجة الملحة إلى تكثيف جميع الأنشطة المتعلقة بالتيسير الرقمي لضمان الإدماج الرقمي لكافة الناس.
وخلال جائحة كورونا نفذت منظومة الأمم المتحدة عديد الممارسات الجيدة لتعزيز النهج الشامل والمراعي لمنظور العوق للتصدي للفيروس ونشر المعلومات ذات الصلة بلغة برايل. ونشر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي زهاء آلاف المواد بلغة بريل لأغراض التوعية والوقاية من الفيروس. كما وزعت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان معلومات سمعية ومواد تثقيفية وإعلامية على العاملين في مجال الإعلام، كما أعدت نسخاً من الرسائل التثقيفية بلغة بريل. وأنتجت يونيسف مذكرات إرشادية بلغات متعددة وأشكال ميسرة (بما في ذلك لغة بريل وصيغة “إيزي – تو – ريد”). ويطرح المنشور المعنون “فيروس كورونا (كوفيد-19): وضع اعتبارات للأطفال والبالغين ذوي الإعاقة” قضايا مثل الانتفاع بالمعلومات، والمياه والصرف الصحي والنظافة، والرعاية الصحية، والتعليم، وحماية الطفل، والصحة العقلية والدعم النفسي الاجتماعي، فضلا عن وضع اعتبارات لمكان العمل المراعي للشمول.
المصدر : تقرير من مصادر متعددة - اسلام اون لاين