قد يجادل البعض بالمردود المالي للاستثمار في الإعلام والفن والثقافة، لكن أحدا لايستطيع الجدل بالأهمية السياسية للإعلام والثقافة والفن، فهي التي تبني وجدان الشعوب واتجاهات رأيها العام، وروحها الوطنية، وهو دور عرفناه في الأردن من خلال أشعار نايف أبو عبد و حيدر محمود وسليمان المشيني، ومن خلال مقالات كتاب الأردن، ومن خلال الدراما الأردنية،التي كانت تحتل صدارة الشاشات العربية معرفة بالأردن والأردنيين، قبل أن نعيش عهودا أهملنا فيها ذلك كله، فصارت الثقافة والفنون والإعلام في ذيل اهتمامات الحكومات الأردنية المتعاقبة خاصة من حيث المخصصات المالية، فخسرنا مليارات الدنانير، من حيث أردنا توفير بضعة ملايين منها، لكنناخسرنا قبل ذلك صورة الأردن وحضوره، وأهم من ذلك خسارتنا للرأي العام الأردني، عندما تركنا لغيرنا أن يوجهه، وأن يشكل وجدان الأردنيين وتوجهاتهم، وهي قضية خطيرة، تستحق اهتمام الحكومة ومجلس الأمة وهما في بواكير عملهما.
الرأي