مدار الساعة - قال د.ابراهيم البدور؛ عضو مجلس امناء المركز الوطني لحقوق الانسان، رئيس لجان الصحة والتعليم النيابية السابق، ان ازمة كورونا هي ازمة عالمية صحية، ارخت بظلالها على كل القطاعات وليس فقط القطاع الصحي، فأدت الى اغلاقات غير مسبوقة وحظر ادى الى شلل شبه كامل في قطاعات وهدد ديمومة قطاعات اخرى واغلق بعضها الاخر .
وتابع البدور: قطاع التعليم تأثر بشكل مباشر من هذه الازمة، فمنذ منتصف شهر اذار ٢٠٢٠ اخذت الحكومة الاردنية قراراً بالاغلاق العام في كل القطاعات ومنها التعليم الذي تحول الى تعليم عن بعد، ولكن مع مرور الوقت بدأت القطاعات في العودة لنشاطها وطُبق ما يسمى "الحظر الذكي"، فشاهدنا حظراً ليلياً فقط وحظر الجمعة وتقليل نسب دوام الموظفين ...الخ، ولكن قطاع التعليم بقي تحت قرار الحظر الشامل للتعليم الوجاهي والبقاء على التعليم عن بعد بالرغم من انتقادات اطراف المعادله جميعا (الطالب والاهل والمُعلم )لهذا النوع من التعليم، لكن جواب اصحاب القرار كان دائماً ان الحالة الصحية والوضع الوبائي لا يسمح بهذه العودة.
وأشار إلى ان الحظر الشامل لاي قطاع هو اسهل قرار، حيث يخلي المسؤول طرفه من اي اصابات ممكن ان تحدث -لا سمح الله -لاي شخص في هذا القطاع، لكن الحظر له ضريبة عاليه على القطاع المحظور لا يشعر بها الا صاحب او متلقي الخدمة، وفي بعض القطاعات لا تظهر نتائج هذا الحظر الا بعد فترات زمنيه وعندها تكون الامور انتهت ويُقال انه كان احسن مما كان .
قطاع التعليم يعاني من اغلاق شامل منذ قرابه سنة -الا أسبوعين بدايه العام الدراسي -، والتعليم عن بعد لم يستطع تعويض الطلبة عن التعليم الوجاهي، وفي كل مناسبة يتشجع المسؤول لاخذ قرار فتح المدارس والعوده يتخوف من الحاله الوبائية ويربط قراره باستقرار هذا الوضع.
لكن الذي يجب ادراكه ان هذا الفيروس سيبقى موجوداً، شانه شان باقي الفيروسات ولن يختفي ولن يموت بل سيبقى وكل فتره ممكن ان ينشط ويسجل حالات.
وشدد على أن فيروس كورونا يأتي على شكل موجات،حيث ترتفع الحالات بشكل مضطرد وتصل لذروتها ثم تبدأ في الانحسار ،وتبقى الامور ثابته لفتره ثم تعود للارتفاع وتدخل موجه ثانيه .وهذا ما شاهدناه في الدول التي سبقتنا في تسجيل الاصابات مثل اوروبا ،حيث شاهدنا موجه اولى ثم ثبات بارقام قليله ثم موجه اخرى يعيشون الان تحت وطأتها.
من كل ما ذكرنا، ومع بقاء الفيروس وقرار العالم التعايش معه لا بد ان نغيير من تقويمنا في كل القطاعات ،فنفتح عند هبوط الحالات ونشدد ونغلق عند ارتفاع الحالات ،وهذا ينطبق على قطاع التعليم ،فالمطلوب هو اعاده تقويمنا المدرسي بحيث نعود للتعليم المباشر خلال فترة هبوط المنحنى بحيث نوزع ايام التدريس خلال هذه الفترات ،وعند دخول موجات جديده نقوم بتعطيل الدوام .
ان تطبيق هذا الاسلوب لعوده التعليم المباشر مع التركيز على المواد الاساسيه العلميه بالذات وتقليص مدد الحصص يعتبر حل تعايشي مع الفيرس بانتظار تطعيم مجتمعي لكافه المواطنين للوصول الى مناعة مجتمعيه هو افضل حل خصوصا ان التطعيم المجتمعي سوف ياخذ فتره طويله ممكن ان تصل الى سنتين .