انتخابات نواب الأردن 2024 اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للاردنيين احزاب رياضة أسرار و مجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات جاهات واعراس مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة كاريكاتير طقس اليوم رفوف المكتبات

(تنبكجي) حمصي ينقل أسرار صنعة الأرجيلة إلى الأردن

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/05/13 الساعة 11:57
الأردن,مدار الساعة,إربد,الكرك,اقتصاد,

مدار الساعة - أمام أرجيلة مذهبة تبدو كالعروس ليلة جلوتها، في أحد المقاهي وسط مدينة إربد الأردنية، يقف الشاب الثلاثيني “عدي الخلاوي” القادم من مدينة حمص، منهمكاً بفرك التنباك وتنعيمه ونقعه بالماء ليفركه باليدين فيما بعد حتى يصبح شبيهاً بالقرص ويضعه على رأس الأرجيلة ويحملها للزبون جاهزة و”تحت النَفَس”، وتُسمى هذه العملية في عُرف “أهل الكار” بـ”التنبكجية أو “البريمو” وهي صنعة انتشرت مع انتشار الأرجيلة في بلدان الشرق العربي منذ عشرات السنين كما في اسبانيا واليونان وغيرهما من مدن البحر الأبيض المتوسط.

الخلاوي الذي لجأ إلى الأردن هرباً من الحرب وجد في مهنته التي زاولها سنوات طويلة في مقاهي حمص مصدر عيش لأهله ولأسرته في ظروف اللجوء يكفيه ذل الحاجة والسؤال والانتظار على أبواب الجمعيات الخيرية، وتمكّن من نقل أسرار المهنة وأصولها كما عايشها منذ نعومة أظفاره.

وتتألف الأرجيلة أو الشيشة-كما يسميها الأردنيون- من زجاجة بلورية كالقنينة تختلف كبراً وصغراً وعلى النموذج الأصلي لهذه الأراجيل نرى صورة طهماز وهو رجل تركي تعود إليه فكرة الأراجيل منذ عشرات السنين، ويقال أن طهمازاً هذا كان يعاني من “كركرة” مسموعة في معدته، وأراد أن يطمس هذه الكركرة بكركرة مصطنعة، فكانت النرجيلة وسيلته إلى ذلك، ثم طورها العرب بعد ذلك.

وقد تكون الأرجيلة من غير البلور كمعدن النحاس الأبيض وهذا النوع يحوي نقوشاً لزخارف نباتية وهندسية وبعضها يُصنع من الخشب المحفور أو الزجاج الملون وغيرها من المواد بغرض إكسابها منظراً جمالياً أخاذاً على مبدأ أن “الفاكهة بالنظر”.

وأدخل البعض على جسم الأركيلة نقشاً أطلقوا عليه “دق الألماز”، ولذلك بات الكثير من الناس يقتنون الأركيلة في منازلهم باعتبارها قطعة فنية وجزءاً من الديكور الداخلي وإن كانوا ليسوا من هواة “المزاج والكيف”.

وعلى وقع الحرب في سوريا عمد صنّاع الأراجيل إلى تصميم أنواع تحاكي الواقع من فوارغ الأسلحة الفتاكة كـ”قذيفة الهاون والصواريخ بأنواعها والـ”أر بي جي”، بسبب الافتقار للكثير من المواد الأولية التي تتطلبها هذه الصناعة.

عمل الخلاوي صغيراً كصبي مقهى في تأمين الفحم المشتعل لشريبة الأرجيلة والطواف على المدخنين بمجمرته وبيده ملقط منادياً نارة نارة، ثم تعلم أسرار المهنة ليصبح بمرتبة “التنبكجي” وهي لفظة تُنسب إلى الكلمة الفارسية “تنباك” التي تعني بائع وصانع التبغ.

ومن أقسام الأرجيلة – كما يقول لـ”اقتصاد”- الجوزة وتسمى أيضاً (البورية) التي تُصنع من قشرة جوز الهند الأولى ويتم ثقبها وإزالة لبها حتى تصير فارغة ثم تُجلى وتصقل صقلاً ناعماً ويتم ثقبها من رأسها.

ويردف محدثنا أن الأرجيلة تحوي ثقبٌاً آخر ينزل منها فيوضع في الثقب الأعلى قلب من خشب مخروط ومثقوب وفي الثقب الثاني قصبة مجوفة ويوضع رأس من نحاس أصفر على القلب وبعد وضع التنباك فيه وثقبه ثقوباً صغيرة يتعاطى شاربها من القصبة دخان التنباك بأنواعه ونكهاته المختلفة فهناك-كما يقول التنبكجي الخلاوي- أنواع من التنباك ومنها الأصفهاني والعجمي واللاذقاني.

ودخلت في السنوات الأخيرة التي سبقت الحرب أنواع مختلفة من التنباك من أهمها المعسل بأنواعه التفاحي والهزيزي والنعناعي والزغلولي.

ويمضي الخلاوي واصفاً أقسام الأرجيلة ومنها -كما يقول- النبريج ويدعى أيضاً “البربيش” المصنوع من الجلد وبداخله سيخ معدني على شكل حلزوني يجعل هذا الأنبوب مرناً أثناء الشرب، ويلّبّس النبريج أحياناً بأدوات الزينة كالخرز والشراشيب وغيرها حسب ذوق “الشرّيب”.

تسمى طريقة تحضير “الأراجيل” (البريمو) وهي تسمية تركية تعني “الأرجيلة” ذاتها وتقوم هذه الطريقة –كما يوضح الخلاوي-على تنقية التنباك الأصفهاني، وكان هناك نوع من التنباك يُجلب من الساحل السوري ويُسمى (بذرة عجمية أو التنباك اللاذقاني) حيث يتم تنعيمه ونقعه بالماء لمدة ثلاث دقائق، ويُفرك حتى يصبح هشاً ثم يُجمع ملء الكف ويوضع على رأس “الأرجيلة ” ويوضع فوق التنباك جمر مشتعل يُحضر بواسطة (الوجاق).

ولفت محدثنا إلى أن “النفس الجيد هو الذي يتم فرك التنباك فيه جيداً وينظف من الشوائب ويغسل بماء ساخن ومن ثم يُعصر جيداً للتخفيف من مذاقه الحاد”، وهي الأسرار التي لم يكن الأردنيون–كما يؤكد- يعرفون شيئاً عنها قبل موجة اللجوء إليهم.

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/05/13 الساعة 11:57