مدار الساعة - يبدو أن الصالونات السياسية لا ينتهي اصحابها من النميمة وكأنهم لم يخبروا المناصب يوماً، مع انها ملّت منهم، وضجر الشعب الاردني من وجوههم.
ثلاثة اضواء المسرح، ضاربة جذورهم في الواسطة ووراثة المناصب أباً عن جد، وتجمعهم النساء في النسب.
الثرثرة ديدنهم، وكسب الإعلام المتكسب الى جانبهم يظهر بين حين وآخر، عندما يريدون ان يلفتوا الناس، اليهم او وجود منصب مهم شاغر او أوشك على ذلك.
الأول كان في طي الإهمال، ولما بدأت المساعي لكف الحظر عنه، واخذ يتنفس، عض اليد التي امتدت اليه، وأنكر من قدم له العودة الظافرة، ليعيش ردحاً من الزمن في موقع لا يستحقه، لأنه لم يتحدث خلال سنواته الطويلة، الا كما ظهر الفنان المصري الراحل يونس شلبي على المسرح في مسرحية العيال كبرت.
اما الثاني، فهو لا في العير ولا في النفير، واذا كان قد ولد وفي فمه ملعقة من ذهب، فإنه كـ الببغاة، لا ينطق الا بعد ان يُلقّن من ولي الأمر الذي يقف وراء الستارة.
والثالث فقد خيّب الظن لأن التاريخ لا يعيد نفسه في تولي المناصب، وعلى عكس ما يتداوله الناس: من شابه أباه ما ظلم.
مثل هذه الترويجات الإعلامية التي يستخدمها الذين يجهدون انفسهم ويلهثون بعد غياب للرجوع الى المناصب، بدت مكشوفة لدى الناس، اذ من العيب على مثل هؤلاء وغيرهم المدمنين على المناصب، ان يسّخروا اصحاب اقلام لنشر دعاية التنصيب، او ان يوجهّوا المستشيخين لإقامة ولائم لهم مدفوعة الأجر، فهل يستحق اصحاب الدولة والمعالي مثل هؤلاء ان يعودوا، ليصدق فيهم القول: المناصب لا تنتزع بالكفاءة ولكنها تورّث.
بقي القول؛ إن كثيراً من الترويج، يؤتي أكله في أحيان، وفي أحايين ينقلب ضد أصحابه.. وفي التاريخ الأردني أمثلة على ذلك..