مدار الساعة - كشفت صحيفة The Times البريطانية، أن أثرياء بريطانيين قد عرضوا آلاف الجنيهات مقابل الحصول على لقاح كورونا في بريطانيا، فيما قوبلت طلباتهم بالرفض في الوقت الذي تخصص الحكومة الدفعة الأولى من اللقاحات على الطواقم الطبية وكبار السن، في خطوة أثبتت للأغنياء أن المال لا يمكنه شراء كل شيء، كما تقول الصحيفة.
يقول الدكتور روشان رافيندران، صاحب عيادة Klinik الخاصة بمقاطعة تشيشير، التي تقدم خدماتها للأثرياء والمشاهير في شمال إنجلترا: "جاءني أحدهم يقول: سأمنحك 2000 جنيه إسترليني مقابل اللقاح".
أضاف الدكتور: "من يسألون عن ذلك غالباً ما يكون لديهم أقارب لقوا حتفهم جراء إصابتهم بالفيروس، فكورونا لم يكن انتقائياً، لقد تأثر الفقراء والأغنياء على السواء وهو خارج عن سيطرة الجميع. والآن ما يبحث عنه الناس هو درجة من السيطرة".
لكن رافيندران يقول إنه، مثله مثل أطباء العيادات الخاصة الآخرين، يخبر زبائنه الأثرياء أنه يتعين عليهم الانتظار. حيث قال: "هذه اللقاحات لا تقدر بثمن. يأتي إلي أشخاص يملكون أموالاً لا تُحصى، ومستعدين لفعل أي شيء لأن أقاربهم قضوا جراء إصابتهم بكوفيد".
يقول رافيندران: "كل اللقاحات في الوقت الحالي اشترتها الحكومة. لكن هذا لن يدوم للأبد. ويُتوقع ظهور اللقاحات في القطاع الخاص في غضون ستة أشهر".
يقول علي إنه فور حصول الأشخاص الأشد احتياجاً للقاح من دائرة الصحة الوطنية، يمكن للقطاع الخاص المساعدة في تسريع عملية توزيع اللقاح وتقليل الضغط على دائرة الصحة الوطنية.
كما أضاف: "من المهم أن يتلقى كبار السن والضعفاء اللقاح أولاً. ولكن فور بدء هذه العملية وسريانها، قد يكون للقطاع الخاص دوراً حاسماً في توزيع اللقاح على نطاق كبير".
تحدث عن ذلك بمزيد من التفصيل: "لقد رأينا بالفعل مع لقاح الإنفلونزا كيف يمكن للشركات تطعيم أعداد كبيرة من الموظفين بشكل خاص وتخفيف العبء عن دائرة الصحة الوطنية. الهدف لا بد أن يكون تقديم لقاح آمن لأكبر عدد ممكن من الناس في أسرع وقت".
فيما يرى الدكتور نيل هوتون، رئيس اتحاد الأطباء المستقلين، أن لقاح كورونا في بريطانيا لن يتوفر في القطاع الخاص في أي وقت قريب. حيث قال: "نحن في حالة طوارئ على مستوى البلاد. وإذا تمكن بعض الأشخاص من تجاوز قائمة الانتظار بالدفع مقابل ذلك، فستحدث ضجة".
وفي الوقت نفسه، يساعد هوتون، وهو طبيب عام في عيادة Portobello في لندن، المرضى الذين لا يملكون رقماً في دائرة الصحة الوطنية للتقدم للانضمام إلى قوائمها.
ووفق البيان صادر عن وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية البريطانية، ونشرته وكالة الأناضول، الجمعة، فقد "نشرت الحكومة أرقاما توضح أن عدد الأشخاص الذين تلقوا لقاح كورونا في بريطانيا بين 8 و20 ديسمبر/كانون الأول الجاري هو 616.933".
بحسب رويترز، فإن بريطانيا لديها سادس أكبر حصيلة وفيات في العالم بعد الولايات المتحدة والبرازيل والهند والمكسيك وإيطاليا.
يشار إلى أن سلالة جديدة من فيروس كورونا في بريطانيا قد ظهرت خلال الشهر الجاري، وقد وصفت بأن لها قدرة أكبر على الانتشار، وقد أثارت قلقاً بين علماء الأوبئة، كما دفعت دولاً كثيرة لتعليق الرحلات الجوية مع لندن.