مدار الساعة - صحيح أنّ عام 2020 كان عاماً كارثياً بامتياز، إذ بدأ بحرائق فظيعة أشعلت معظم أستراليا وشارف على الانتهاء بمقتل ما لايقل عن 1.5 مليون شخص حول العالم بجائحة كورونا، لكن في الوقت ذاته لا يمكننا إنكار وجود بعض الأشياء الإيجابية التي أضاءت لنا هذا العام المروِّع.
وخلال عام واحد فقط تمكنت عدة دول من تطوير أنواع متعددة من اللقاحات وبدأت بإعطائها للناس مثل لقاح فايزر/بيونتيك (أمريكي-ألماني) ولقاح موديرنا (أمريكي) وسبوتنيك (روسي) وسينوفاك (صيني) وأكسفورد (بريطاني).
صحيح أنه لا يزال هناك الكثير من الجدل حول تلك اللقاحات، ولكن الناس بدأوا بأخذها، ما يعني أنها أسرع لقاحات على الإطلاق في التاريخ.
فقد تراجعت نسبة تلوث الهواء في العالم إلى مستويات غير مسبوقة، كما انخفض استهلاك الطاقة الأحفورية، إضافة إلى تعافي ثقب طبقة الأوزون.
ومن خلال بعض صور الأقمار الصناعية التي نشرتها وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) ووكالة الفضاء الأوروبية تم رصد تراجع انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكربون الناجمين عن استخدام الوقود الأحفوري بشكل كبير، وذلك في العديد من الدول، مثل الصين وبريطانيا وإيطاليا والهند ودول أمريكا الشمالية.
وبالتالي فإن نسبة تلوث الهواء في الكوكب انخفضت بشكل كبير علاوة على أن الأنهار والبحيرات في العالم بدت أكثر نقاء.
بعض الدول بدأت التخطيط لإخراج السيارات من المدن
الأخبار الإيجابية في 2020 بشأن المناخ لم تتوقف عند هذا الحد وحسب، بل كانت هناك أخبار أخرى بخصوص الحفاظ على الهواء النقي في المدن.
فقد بدأت بعض المدن في دراسة خطط من أجل نقل السيارات إلى خارج المناطق الحضرية والتخلص من مخلفات الوقود الأحفوري.
وكانت مدينة برمنغهام البريطانية أولى تلك المدن التي درست الموضوع من أجل الحصول على مدينة أنظف وأكثر خضرة مع شوارع خالية من السيارات ومليئة بالدراجات.
برايتون، يورك، جنت، أوسلو، كوبنهاغن، مدريد، برشلونة، وبوغوتا، جميعها مدن بدأت بدراسة مخططات نقل السيارات وزيارة ممرات الدراجات.
تسارُع كبير في عقد التعهدات المناخية الوطنية
لا شكّ أنّ الاحترار العالمي يهدد العالم بعواقب لا رجعة فيها خاصة إذا لم نتخذ اليوم قبل غد الإجراءات اللازمة.
وفي عام 2020 أي بعد مرور 4 أعوام على اتفاقية باريس المناخية 2016 التي تهدف إلى تخفيف الانبعاثات اللازمة في دول العالم، دفعت التغييرات التي شهدها العالم بعض الدول إلى إعلانها عن تعهدات مناخية وطنية مثل كوريا الجنوبية التي أصبحت أول دولة آسيوية تحدد العام 2050 كي تصبح دولة خالية من الانبعاثات.
وتبعها إعلان اليابان والصين العام 2060 من أجل الوصول إلى 0 انبعاثات.
في حين تعهدت الأرجنتين أيضاً بالسعي للتخلص من أي انبعاثات على أراضيها بحلول العام 2050.
أما بريطانيا فقد تعهدت بخفض الانبعاثات بنسبة 68% خلال العقد بينما وضع الاتحاد الأوروبي هدفاً جديداً لخفض الانبعاثات بنسبة 55% في غضون عقد من الزمن أيضاً.
وأكد التقرير أن عدد الأشخاص الذين ليس لديهم كهرباء انخفض من حوالي 860 مليوناً في عام 2018 إلى 770 مليوناً حتى مطلع العام 2020، وهو ما ادَّعت وكالة الطاقة الدولية أنه مستوى قياسي منخفض.
إذ تم إيصال الكهرباء إلى ملايين الأشخاص في دول العالم النامي خصوصاً الهند وبعض الدول الإفريقية.
عودة الحيوانات النادرة وشبه المنقرضة
شهد هذا العام أيضاً عودة العديد من الحيوانات التي كانت على وشك الانقراض.
فقد بدأت السلاحف البحرية النادرة في العودة إلى شواطئ تونس من أجل وضع بيضها، خاصة أنها كانت على وشك الانقراض بسبب المخلفات البلاستيكية والصيد العرضي وتغير المناخ.
بينما رصد باحثون ظهور حيتان زرقاء جديدة مهددة بالانقراض عددها نحو 55 في المياه الساحلية في جزيرة جورجيا الجنوبية القريبة من القطب الجنوبي.
وكان مسح أُجري في العام 2018 أكد وجود حوتين من هذا النوع فقط.
إفريقيا خالية من مرض شلل الأطفال
في عام 1996 أصيب ما يقدر بنحو 75 ألف طفل في إفريقيا بالشلل مما دفع برنامج التطعيم الذي أطلقه نيلسون مانديلا من أجل التخلص من المرض.
إحراز تقدم في معالجة الملاريا والسل
وكشفت منظمة الصحة العالمية في نوفمبر/تشرين الثاني أن الوفيات الناجمة عن الملاريا في 2020 وصلت إلى أدنى مستوى تم تسجيله على الإطلاق بانخفاض وصل حتى 60% في آخر 20 عاماً.
وهذا يعني أنه بين عامي 2000 و2019، تم تجنب 1.5 مليار حالة ملاريا و 7.6 مليون حالة وفاة بسبب الملاريا على مستوى العالم.
وفي الفترة ذاتها منذ 2000 وحتى 2020 حصلت 10 بلدان على شهادة المنظّمة الرسميّة بالتخلّص من الملاريا هي: الإمارات العربية المتّحدة، والمغرب، وتركمانستان، وأرمينيا، وقيرغيزستان، وسريلانكا، وأوزبكستان، وباراغواي، والأرجنتين، والجزائر.
وفي عام 2019، أبلغت الصين عن عدم حدوث أيّ حالات محليّة للإصابة بالملاريا للسنة الثالثة على التوالي؛ وتَقَدَّمَ البلد مؤخّراً بطلب للحصول على شهادة رسميّة من المنظّمة بالتخلّص من الملاريا.
وفي عام 2020، أصبحت السلفادور أول بلد في أمريكا الوسطى يتقدّم بطلب للحصول على شهادة المنظّمة بخلوّه من الملاريا.
أخيراً: كل الأحداث المأساوية التي شهدها العالم في العام 2020 جعلت الكثيرين منا يعيدون نظرهم تجاه تصرفاتهم الاجتماعية مثل احترام مساحة التباعد الاجتماعي ومساعدة كبار السن واستغلال أوقات الحجر الصحي لتوطيد العلاقة الأسرية، ولا شك أنّ كل ما ذكرناه هو من الأشياء الإيجابية التي حصل عليها العالم في العام 2020.
لذلك دعونا نأمل المزيد من الأخبار الجيدة في عام 2021!