مدار الساعة - قلة افترضوا في نهاية عام 2019 أن العام المقبل سيكون أكثر فظاعة من العام الماضي، لكن 2019 حمل هدية واحدة أخيرة للبشرية: 31 ديسمبر/كانون الأول كان اليوم الذي أكدت فيه السلطات في ووهان بالصين أنها تعالج عشرات الحالات من مرض غير معروف، ثم خرجت الأمور عن السيطرة ولم تعد.
ستوثق القصص المرض والموت والاضطراب العميق للحياة اليومية، والذي تجلى في الرفوف الفارغة والشوارع، كما سيروي الطرق التي أظهر بها الناس المرونة وتمكنوا من العثور على الفرح في أبسط الأشياء.
على سبيل المثال، نشر المتحف الوطني للتاريخ الأمريكي التابع لمؤسسة سميثسونيان فريق عمل لجمع الاستجابة السريعة لتأريخ الجائحة. وقالت إدارة المتحف في بيان: "يعمل موظفو المتحف على صياغة خطة تحقق التوازن بين الحاجة المُلحَّة لتوثيق جوانب نقاط التحول التاريخية عند حدوثها، والحاجة إلى تقديم منظور تاريخي طويل المدى".
وحذَّرت المجلة في المقابل، من أن يفوت مؤرخي المستقبل تدوينُ ما سهَّله فيروس كورونا بعيداً عن الأضواء؛ عدوى من نوع آخر، أو ما يسميه الخبير الاقتصادي أمارتيا سين "جائحة الاستبداد".
حتى من خلال آليات الديمقراطية، تسبب إدارة أزمة كورونا في تصاعد الاستبداد والشعبوية والاعتقالات بحق ناشطين ومواطنين لم تستحوذ أخبارهم على الاهتمام في ظل الجائحة التي اكتسحت العالم كموجة تسونامي لا يمكن إيقافها.
على سبيل المثال، أعيد انتخاب الرئيس البولندي أندريه دودا، الذي يعارض حريات الصحافة ويسعى إلى إصلاح القضاء بطرق يخشاها البعض أن تقوض سيادة القانون.
في فنزويلا، تشير تقارير حقوق الإنسان إلى أن حكومة الرئيس مادورو زادت بشكل كبير من عدد حالات "الاختفاء القسري" والقتل خارج نطاق القضاء.
في زيمبابوي، تم القبض على أكثر من 100 ألف شخص منذ مارس/آذار 2020؛ لانتهاكهم قيود كوفيد.
في الهند- التي عانت من إفقار غير عادي في مواجهة كورونا ونظام الرعاية الصحية الذي وصل إلى حافة الانهيار- تمارس حكومة حزب بهاراتيا جاناتا القومية الهندوسية "الاحتجاز الوقائي" للسياسيين المعارضين وتقييداً لحقوق المسلمين.
وفي نيجيريا، كانت هناك احتجاجات حاشدة ضد وحشية الشرطة.
وفي الصين، واجه شعب الإيغور العمل القسري لمواصلة الإنتاج خلال الوباء، بينما انتهى استقلال هونغ كونغ والنقاد – مثل رن تشيجيانغ، الذي سخِر من تعامل الرئيس شي جين بينغ مع الأزمة، أو شو زانغرون، الذي كان ينتقد إلغاء حدود الفترة الرئاسية – تم القبض عليهما.
فضلاً عن موجة الحر في سيبيريا، التي وصلت إلى درجات حرارة لم يتوقعها العلماء حتى عام 2100، عندما لحقها ضرر لا يمكن إصلاحه، علماً أن العام نفسه بدأ بحرائق في أستراليا ثم في كاليفورنيا تسببت بفظائع بشرية ومادية وبيئية.
كانت الآمال معلَّقة كثيراً بتحولات تكنولوجية وقفزات ثورة في عام 2020، أهمها التطور التقني في مجال استكشاف الفضاء، لكن الجائحة قلبت كل الموازين وركزت الأنظار على الأساسيات فقط، الصحة الجيدة والسلامة من العدوى.
رصد