انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات أحزاب رياضة وظائف للأردنيين مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

العلاقة بين الشعب والحكم سر قوة الدول

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/23 الساعة 14:19
حجم الخط


الكاتب: كمال زكارنة

عندما تتشكل فجوة بين النظام الحاكم في دولة ما وبين الشعب بمختلف فئاته وشرائحه، فاتها تصبح قابلة للاتساع والتمدد او التضيّق، حسب مسار العلاقة القائمة بينهما، تلك العلاقة التي تسند الى العديد من المرتكزات مثل الحرية والعدالة الاجتماعية والديمقراطيات المختلفة والاقتصاد والحياة الاجتماعية ومستوى المعيشة وفرص العمل والتعليم والصحة والسكن والامن والاستقرار وتوفر الخدمات الاساسية والعوامل الاخرى الضرورية لانسياب منظومة الحياة اليومية بشكل آمن وهادىء ومريح ومنتظم.

هذه الفجوة اذا وجدت، فانها تشكل نفق الاختراق الرئيس للقوى الخارجية وتمكنها من ممارسة دور اللعب والتخريب في الجبهة الداخلية، وكلما اتسعت تلك الفجوة كلما كان المجال اسهل واوسع لدخول وتدخل القوى المعادية والكارهة لتلك الدولة، والعبث باوضاعها الداخلية وخاصة امنها الداخلي الذي يعتبر صمام الامان لقوتها وتطورها ونموها واستمرارها.

لكن اذا كانت العلاقة بين الشعب والنظام، تقوم على جسور قوية من التواصل صلبة ومتينة قادرة على الصمود والثبات والتصدي لاي محاولات خارجية من شأنها استهداف الجبهة الداخلية، فان هذه العلاقة تكون بكل تأكيد طوق النجاة للدولة والدرع الحامي لها نظاما وشعبا ومؤسسات مدنية وعسكرية، وتلك الجسور تشكل حوائط صد فولاذية تمنع عبث الغرباء والاعداء داخل تلك الدولة.

المسألة المهمة الاخرى، هي ان قدرة اي دولة تناصب دولة اخرى العداء، على اختراقها امنيا وتنفيذ عمليات اغتيال في عمقها وفي قلب مدنها الرئيسة او ملاحقة قادة وشخصيات بارزة منها في الخارج، عسكرية او مدنية او علمية او غيرها، لا يعتبر بالضرورة قوة وقدرة تحسب للاجهزة الامنية التابعة للدولة التي قامت بعمليات الاختراق بقدر ما هي ضعف ووهن وانهيارات امنية وتهتك في السياج الامني الداخلي والخارجي للدولة التي تتعرض للاختراق.

هذا يعني ان تصالح وتلاحم نظام الحكم مع الشعب يعتبر الضمانة الاساسية والوحيدة لبناء قوة الدولة، والخصم دائما يبحث عن ثقوب في العلاقة بين الشعب ونظام الحكم في الدولة المستهدفة، واذا وجدها فانه يعمل على توسيعها للتسلل من خلالها والوصول الى اهدافه في عمق تلك الدولة، وتهديد مصالحها في الداخل والخارج.

التفاف الشعب حول النظام في اي دولة بصدق واخلاص، اهم بكثير من البحث عن احدث المبتكرات العلمية والتكنولوجية التي توصلت اليها العلوم الامنية التي لا يمكن ان تنجح في حماية الامن الداخلي دون انتماء حقيقي وصادق ووفاء الانسان لوطنه ونظامه.

مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/23 الساعة 14:19