مدار الساعة - أنتج المخرج الفلسطيني، نورس أبو صالح، مقطعاً مصوراً، اعتبره البعض رداً على إهانة شركة "بيتزا هت" للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما أشعل مرحلة جديدة من نار "حرب البيتزا".
أبو صالح قال لـموقع "الخليج أونلاين"، أن "إضراب الكرامة الذي يخوضه الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال دفعه للعمل على دعم الأسرى ونصرة قضيتهم".
وتابع المخرج في حديثه: "إننا مقصرون في دعم إضراب الكرامة"، مؤكداً دور الإعلام بقوله: "يجب أن يكون مسانداً لهذه القضايا، لأن الأسرى داخل القضبان ونحن نعمل من خلفه".
وقال إن المقطع الذي صوّر في العاصمة التركية إسطنبول بـ10 مايو/ أيار، يأتي لدعم الأسرى القابعين في سجون الاحتلال، وينفذون إضراباً منذ ما يقارب الشهر.
ويخوض نحو 1500 أسير فلسطيني إضراباً مفتوحاً عن الطعام بقيادة مروان البرغوثي، منذ السابع عشر من أبريل/نيسان الماضي، مطالبين بتحسين ظروفهم المعيشية.
- "أطعم القتلة!"
مقطع المخرج أبو صالح الذي ردّ على الشركة، بواقع 44 ثانية، يظهر فيه جندي يأكل البيتزا وتسيل من فمه الدماء، ويظهر في نهايته عبارة: "أطعموا القتلة!".
صانع الأفلام، الفلسطيني أحمد الزاغة، الذي نفذ دور الجندي، قال في تصريحه لـ"الخليج أونلاين": "إننا نتضامن مع قضية الأسرى، ونطالب بحريتهم دون استهزاء بهم".
الزاغة، أكد دور الإعلام في إيصال الأفكار الهادفة، وقال: "تعمّدنا أن يكون مقطع الفيديو قصيراً بحيث يصل لأكبر شريحة ممكنة وبأقل وقت".
وعن دوره في تمثيل شخصية جندي إسرائيلي، يقول الزاغة لـ"الخليج أونلاين"، هي تجربة فريدة من ناحية تجسيد الفكرة، وتعكس الكذب والجشع عن اليهود.. هم يأكلون البيتزا ونحن مستمرون بالإضراب".
ونشر المخرج مقطعاً مصوراً على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وكتب عليه: "بدي أخرفكم هالقصة: بتعرفوا شركة البيتزا اللي ما غيرها، اللي تجرأت على إضراب الأسرى، واللي اعتذرت بعدين. هذا الفيديو الصغير مني إلها، مشان يعرفوا إنه الإعلام والدعاية مش حكر عليهم، وإنه إحنا بنقدر نرد، والأهم إنه إحنا بنقدّر أسرانا".
وكانت صفحة "بيتزا هت إسرائيل" نشرت، الاثنين الماضي، صورة تسخر من قائد إضراب الأسرى الفلسطينيين، مروان البرغوثي، حيث أرفقتها بتعليق باللغة العبرية يقول: "إذا أردت كسر الإضراب فمن المفضّل أن تطلب البيتزا".
وجاء إعلان "بيتزا هت" بعد نشر إدارة السجون الإسرائيلية، الأحد 8 مايو/أيار، مقطعاً مصوراً مسجلاً، يظهر فيه سجين وهو يأكل طعاماً بشكل خفي داخل زنزانته، وزعمت مصلحة السجون أن الشخص الذي يظهر في المقطع المصور، هو الأسير القائد مروان البرغوثي، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، المُضرب عن الطعام.
واعتبر نشطاء فلسطينيون ومناصرون للقضية الفلسطينية أن الإعلان يمثّل "إهانة للمعتقلين"، ودعوا إلى مقاطعة جميع فروع الشركة حول العالم، ومن ضمنها فرعها الوحيد في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية.
واعتذرت شركة "بيتزا هت" العالمية، الثلاثاء، على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قائلة: إن "بيتزا هت العالمية تعتذر عن أي ضرر تسبّب فيه المنشور على صفحة بيتزا هت إسرائيل على فيسبوك. لقد كان تصرّفاً غير مناسب، ولا يعكس قيمة علامتنا التجارية".
وأضافت: "لقد أزالت بيتزا هت إسرائيل المنشور فوراً، كما أنهينا التعاقد مع وكالة الإعلانات المسؤولة عن المنشور، ونحن حقاً نأسف لأي ضرر تسببت به".
وفي تعليقه على عمل المخرج الفلسطيني، يقول المستشار الإعلامي، حسام شاكر، إنّ المقطع الجديد الذي يبدو مناهضاً لدعاية "بيتزا هت" يردّ "الصاع صاعين لأسلوب توظيف علامات تجارية ضد قضايا عادلة مثل إضراب الأسرى".
ويشرح شاكر أنّ المقطع يستعمل "مؤثرات إيحائية عميقة من شأنها إعادة فهم فطيرة البيتزا، الشهية في الأصل، بأنها قابلة لأن تصبح أداة محفزة للقتل ومتحيزة في الصراع".
وأضاف، في بيان صحفي، أنه "من خلال سياق تناول الجندي العائد من ثكنته العسكرية للفطيرة في أجواء قاتمة يتولّد شعور جارف بالرهبة، بما يعيد تأويل أجواء مطاعم بيتزا هت، مضافاً إليها المواصفات العدوانية للجندي واستعماله السلاح الأبيض لتقطيع الفطيرة".
ويلفت الإعلامي الانتباه إلى أنّ معالم مكان التناول تشبه مواصفات مطاعم "بيتزا هت"، وقال: "يأتي المشهد الختامي ليحاكي مخيلة مصاصي الدماء، وليؤكد المغزى بأنّ هذه البيتزا خرجت عن دورها المتوقع، وانضمت إلى خندق القتلة"، وهو ما يعززه النص الختامي بالإنجليزية: "أطعموا القتلة!".
- معاناة الأسرى
ودخل أكثر من 1600 معتقل فلسطيني، الثلاثاء الماضي، يومهم الـ23 في إضرابهم الكامل والمفتوح عن الطعام؛ للمطالبة بوقف "إسرائيل" احتجاز نحو 500 فلسطيني دون محاكمة، وإنهاء الحبس الانفرادي، وتحسين الرعاية الطبية، إضافة إلى إطلاق سراح المعتقلين المعوقين، أو الذين يعانون أمراضاً مزمنة.
ويقود هذا الإضراب مروان البرغوثي، عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، الأسير منذ عام 2002، والمحكوم عليه بالسجن مدى الحياة خمس مرات؛ لإدانته بقتل إسرائيليين في انتفاضة 2000.
وتعتقل "إسرائيل" نحو 6500 فلسطيني، بينهم 57 امرأة و300 طفل، في 24 سجناً ومركز توقيف، بحسب إحصائيات فلسطينية رسمية.
ويتهم مسؤولون فلسطينيون، وأهالي الأسرى، ومنظمات حقوقية فلسطينية وإسرائيلية ودولية، "إسرائيل" بانتهاك حقوق الأسرى، لا سيما على مستوى الخدمات الصحية، وهو ما تنفيه السلطات الإسرائيلية.
المصدر: الخليج اونلاين