الساعة - كتبت سمو الأميرة هيا بنت الحسين عبر صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك في ذكرى ميلاد المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، وقالت:
حدثتني كيف اطررت للسير ومغادرة المكان الذي قتل فيه جدك ( الذي كان بمثابة الأب) غدرا أمام عينيك.. مضيت وحيدا وانت شاب في 16 من العمر.. سرت وانت تعلم بأنك ستصبح ملكا بعد فترة قصيرة، وقطعت عهدا بان تحيا بيننا كقدوة ومثال يحتذى..
لم تطلب من شعبك الولاء، بل كنت من أدى الولاء لشعبه..
ولكن.. كنت الأنسان أيضا.. فقد حاربت بقوة، واردت دائما ان تقدم الأفضل ليس لشخصك بل لجميع لأردنيين .
لقد لمست حياة جميع الأردنيين.. فيصعب أن أجد عائلة أردنيه واحدة تخلو من رواية قصة أو حادثة جميله مر بها أحد أفراد العائلة الأمر الذي يجعلهم يشعرون بالفخر والأعتزاز.
وقمة سعادتك كانت دائما عندما تكون بين اسرتك، والعشيرة والجيش، وأهل القرى، في وسط البلد تضحك معهم وتمازح المارة أو سائقي التاكسي وغيرهم.
وكقائد لهم جميعا.. كان صوتك الأجش بمثابة السحر الذي يجذب ويوحد مشاعر شعبك، ليبلغهم عن البناء والطرق التي فتحت للأمة.
غمرت مشاعر الأفتخار أبناء الوطن، واحبوك جميعا، لأن قيمك كانت قيمهم أيضا. فمع الوقت الذي قضيته بينهم صار صوتك صوتهم.. فأنت من سمح لهم أن يشكلوا صوتك بحسب منظورهم في الحياة.
أما الطريق الذي اخترت المضي به، فلم يكن دائما الأسهل، ولكنه كان الأصلح، وهذا ما قوبل من شعبك بالأحترم والتقدير.. فبذلك عّرفت ما كان الأردن عليه، وأيضا ما بقي عليه الآن.
اليوم هو يوم احتفالنا في ميلاد امتنا وما نحن عليه .. واليوم هو أساس وحدتنا وتضامننا ومستقبنا. ولهذا يجب أن يكون عيدا وطنيا في كل ارجاء الأردن.
بابا.. اليوم أتذكرك..
أتذكر الأنسان الذي سعى جاهدا وحاول دفع نفسه لأقصى ما يمكن تحمله.. وقدم أكثر بكثير مما طلب منه، واتسم بالتواضع، والتسامح، والعطف، أكثر مما يمكن أن يتمناه المرء.
قد يكون اليوم علامة او مؤشر لمن نحن.. ولكنك يوميا تعيش في ذاكرة معظم الناس لأنهم يسعون أن يكونوا دائما مثلك..