مدار الساعة -كتب صامويل أوزبورن تقريرًا نشرته صحيفة «الإندبندنت» البريطانية حول دراسة تظهر أن يهود أوروبا يمضون في الطريق إلى الاضمحلال؛ حيث أصبحت أوروبا – التي كانت تضم نحو 90٪ من يهود العالم – لا تحتوي على أكثر من 9٪ منهم اليوم.
دراسة مهمة
ولفت التقرير إلى أن الأرقام الآن منخفضة مقارنةً بما كانت عليه قبل ألف عام، وتتراجع بمرور الوقت. ووجدت الدراسة أن ما يقدر بنحو 1.3 مليون يهودي يعيشون في أوروبا في عام 2020، وهو ما يمثل 0.1٪ من سكان القارة. ويعيش ثلثا يهود أوروبا في المملكة المتحدة، وفرنسا، وألمانيا.
وأفاد التقرير أن نسبة اليهود المقيمين في أوروبا (في عام 2020) هي نفسها تقريبًا كما كانت عليه في وقت أول تقدير لليهود في العالم، والذي أجراه بنيامين التطيلي، وهو رحالة يهودي من العصور الوسطى، في عام 1170. ويدرس التقرير، الذي يحمل عنوان اليهود في أوروبا في مطلع الألفية، كيفية تغيُّر السكان اليهود في أوروبا.
ثلاثة أحداث رئيسة
ويذكر التقرير أن: اليهود لم يكونوا جزءًا لا يتجزأ من التاريخ والثقافة الأوروبية فحسب، بل هم في الواقع إحدى الجماعات الأقدم والمكونات الأصلية لها.
ويضيف غير أنه على مر التاريخ غالبًا ما كان الضعف المتأصل في أقلية لا تملك أرضًا ولا قوة في مواجهة مجتمعات قائمة على الأرض وسلطاتها الراسخة سببًا في وضع اليهود في حالة من التبعية وعدم الاستقرار، وُترجِم ذلك إلى تقلبات قوية صعودًا وهبوطًا في الوجود اليهودي.
وكان عدد اليهود قد ارتفع إلى 10 ملايين بين نهاية القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، مع وصول تعداد اليهود العالمي إلى 16.5 مليون عشية الحرب العالمية الثانية، وهو ما يمثل نقطة النمو القصوى التي وصل إليها عدد اليهود. وأدَّت المحرقة النازية، التي يُقال إن 6 ملايين يهودي قد لقوا حتفهم فيها، إلى انخفاض عدد السكان إلى ما يقدر بنحو 11 مليون بحلول عام 1945. وبحلول عام 1945، كان 35٪ من يهود العالم يعيشون في أوروبا، وانخفضوا إلى 26٪ في عام 1970، ومن ثم إلى 9٪ في عام 2020.
وفي ختام تقريره ذكر الكاتب أن مؤلفي الدراسة سلَّطوا الضوء على ثلاثة أحداث رئيسة تقف خلف هذا التغيير منذ الحرب العالمية الثانية، وهي: إقامة دولة إسرائيل، وتراجع الاستعمار في أفريقيا وآسيا، وانهيار الاتحاد السوفيتي، والتي وصفوها بأنها عوامل دافعة وراء الهجرة اليهودية على نطاق واسع، والتي انتزعت يهودًا من أوروبا، وأضافت يهودًا إليها، ولكنها في النتيجة النهائية انتزعت أكثر مما أضافت.