كتب : محمد عبدالكريم الزيود
هي الموارس والمحراث ما زالت تسكن عمان ، عمان العاصمة التي مُلئت إسكانات وعمارات وأبراج ومقاهي ، غاب التركتور عن الحراثة لمّا سمحنا للفلل أن تغتال البساتين وتركنا زراعة الفقوس والباميا في موارس خلدا وأم السماق ودابوق ، خذلناها وخذلنا وصية الشهيد وصفي التل عندما منع البناء في الأراضي الزراعية مغاريب عمان وقال أن المحاصيل هنا لا تحتاج للمياه وتعيش على الندّى..
"وأنا فلاح من إربد
أصحو والشمس على موعد
وأحب الأرض وأمي والأولاد
وأحبّ عيون الحرية"
من قال يا حيدر محمود أن الفلاح كان من إربد ، كانت العشائر هنا في شرق وغرب عمان يمارسون الزراعة والفلاحة إلى جانب إقتناء الأغنام وتربيتها ، وتنتشر بيوت الشعر كما تنتشر معرشات الدوالي وبساتين البندورة والبطيخ والشمام وأنت ذاهب من صويلح إلى السلط ، وحيث موارس القمح تغلّ كل صيف هنا بالقرب من بيادر "العبابيد" عند وادي السير حتى تصل عراق الأمير ... وهناك في الشميساني كانت بيادر " العساف" منتصبة حيث مروج قمحهم وشعيرهم تحصد كل سنة .
في الصيف الماضي إشتريت "سحارة" فقوس من طبربور ، زرعه صاحب المارس وسط العمارات وكان يلّم الخير كل صباح غير آبه بصوت المركبات وتحويلة الباص السريع ، وبالقرب من هنا كانت زراعة الدخّان ( التبغ) تنتشر هنا من طبربور حيث أراضي " الدعجة" وحتى نايفة وقد زرعوها " الفضول" موسما دخان وموسما قمح .
أفرحني هذا التركتور يا عمان ، عمان التي زرعوها إسكانات ومكاتب لم تغادرها الفلاحة وظل المطر والندى يزيّن خدها كل شتاء حيث الغيّم يميل على شجرها كل موسم ، وينبت الدحنون وحيدا مرويّا من دموع الصبايا على بقيّة الفرسان .