انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات برلمانيات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

خطاب الأمل والقوة

مدار الساعة,مقالات مختارة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/12 الساعة 09:35
حجم الخط

كان خطاب الملك أول أمس واضحا، لا يحتاج لكل هذا السيل من التحليلات.. على الشاشات هو خطاب مرتبط بالأمل والقوة، فقد كان الأمل في فترة ما محرما، والبعض ربما شكك في قوة الدولة وقدرتها، والبعض راهن على انهيار نظامنا الصحي والاقتصادي وربما الاجتماعي.. لكنه أمس أعطانا الأمل والقوة.

أجزم أن هذا ما نحتاجه كشعب، فمعظم فقرات الخطاب كانت موجهة للناس.. وبعض الجزئيات للسلطات الأخرى، لكن في المجمل خطابات العرش هي من فؤاد وعقل الملك، ويوجه لشعبه بالدرجة الأولى، وهذا الخطاب يشكل اللحظة الدستورية التي يضع فيها الملك خارطة لمستقبل الدولة، وعلى الجميع أن يمضي فيها..

أجزم أننا البارحة بغض النظر، عن تحليل الشخصيات والميول السياسية.. كنا أمام مشهد حاسم من عمر المجالس التشريعية، فقد احترمنا الاستحقاقات الدستورية أولا... والأهم من كل ذلك أننا حصلنا على شكل جديد من أشكال رئاسة السلطة التشريعية، فشخصية العودات الرئيس الجديد، هي شخصية قانونية توافقية، لا تؤمن بعقلية الاصطفاف ولا تنزع للمناكفات، وهو لم يأت من خلفية بيروقراطية أو مجتمع شركات، أو حتى مجتمعات القوة ورأس المال بقدر ما جاء، من خلفية قانونية تؤمن بأن أدوار المجالس التشريعية تكمن بالرقابة على السلطة التنفيذية، وصون المال العام.. وتقديم نموذجا للحوار والعمل، ولا يقع في باب التفضيل أو التنفيع، أو انتاج التغول على القانون.. والدولة.

حين تستمع لخطاب الأمس، لا تقرأه من زاوية البروتوكول، ولا من زاوية التأكيد على الثوابت، بل له جانب آخر أيضا مهم، وهو أن هذا البلد كلما مر بمعضلة محلية أو إقليمية يخرجنا منها الملك، ربما نحن لا نطل على ما يدور في الغرف المغلقة، ولا نعرف حجم ما يتعرض له الملك من ضغوطات، وتحمل وصبر.. ولكنه أول من أمس كان خطابا فيه رسالة خروجنا من المرحلة الصعبة، لقد بدا واضحا من الحديث أن الدولة ستمضي، وأن فيها مؤسسات قادرة على إنتاج حالة جديدة، وتوجهات جديدة أخرى.. كما قلت هو خطاب الأمل والقوة وخطاب طمأنة الناس بأن الأردن باق ومستمر، وسيكون أقوى..

وأظن أن كل من استمعوا له، في داخل المجلس من حكومة ونواب وقادة أجهزة أمنية وعسكرية، التقطوا الرسالة جيدا، فالمرحلة تستلزم منا التعاون بين كل المؤسسات.. واسمحولي أن أختم المقال بفقرة ربما هي الأهم: "الأردن ربما الان يعيش لحظة هي الأعلى في التوافق والإنسجام بين مؤسساته وبين قادة هذه المؤسسات، لا أظن أن زمن المناكفات سيعود، ولا أظن أن زمن تغول مؤسسة على أخرى سيعود أيضا.. ولا أظن أن زمن الإصطفافات أيضا سيعود.. هو خطاب الأمل والقوة وخطاب الأردن الجديد المتوافق المنسجم المتحد..

حمى الله الملك

abdelhadi18@yahoo.com
الرأي

مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/12 الساعة 09:35