أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات برلمانيات جامعات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية الموقف شهادة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

هل أنت مسحور.. تعرّف على أنواع السحر

مدار الساعة,شؤون دينية
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - ذكر العلامة ابن القيم رحمه الله، في كتابه القيـم الطب النبوي ” قد أنكر طائفة من الناس أن النبي صلى الله عليه وسلم سُحر وقالـوا: لا يجوز هذا عليه ؛ وظنوه نقصا وعيبا. وليس الأمـر كما زعموا، بل هـو من جنس ما كان يعتريه صلى الله عليه وسلم من الأسقام والأوجـاع وهـو مرض من الأمراض، وإصابته به كإصابته بالسم: لا فرق بينهما”.

وقد ثبت في الصحيحين، عن عائشة رضي الله عنها أنـها قالـت (سحـر رسول لله صلي الله عليه وسلم، حتى إنه كان ليخيل إليه أنه يأتي نساءه ولم يأتهن) وذلك أشد ما يكون من السحر.

من هذا المدخل سوف نستعرض السحر لأن إصابة النبي صلي الله عليه وسلم بالسحر سوف يخدم هذا الموضوع الشائك والذي أصبح باب ضلال وإضـلال لكثير من الناس واختلاط الأمور بينهم.

فما هو السـحر؟

السحر: في لغة العرب بتشديد السين وتسكين الحاء هو: كل أمر يخفـى سببـه ويتخيل على غير حقيقته ويجري مجرى التمويه والخداع وكل ما لطف مأخـذه ودق. وجمعه أسحار وسحور، وتاريخ السحر قديـم بقـدم الإنسان على هـذه الأرض.

ولقـد عرفت الأمم السـابقة السحر فمـا من أمـة من الأمـم أرسل إليها رسول إلا واتهم الرسول المرسل بالسحر والجنون، وقرن السحر بالجنون لأن بعضا من المسحورين تصدر منهم تصرفات مثل تصرفات المجانين، كما قال الله عز وجل ( كذلك ما أتى الذين من قبلـهم من رسول إلا قـالوا ساحـر أو مجنون).

ومن هذه الآية نستدل على أن السحر أمره قديم . حتى إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يسلم مـن هذا الاتهـام. بل ومن إصابته به .

أنواع السحر الوارد في القرآن :

ينقسم السحر بشكله العام إلى ثلاثة أقسام :

القسم الأول : سحر التخيل:

وهو أن يعمـد الساحـر إلـى القـوى المتخيلـة فيتصرف فيها بنوع من التصرف ويلقى فيها أنواعـا من الخـيالات والمـحاكاة وصورا مما يقصده من ذلك ثم ينزلها إلى الحس من الرائيـن بقـوة نفسه الخبيثة المؤثرة فيه فينظرها كأنها فى الخارج وليس هناك شيء من ذلك. وهذا النوع من السحر يستعمل فيه الساحر عنصرين هامين مؤثرين في الخيـال يستطيع بهما أن يتصرف في خيال المسحور كيفما يشاء فيريه ما يريد أن يرى. وهذان العنصران هما:

1 ـ سحر العيون 2 ـ والاسترهاب.

واستشهادا على هذا القول من كتاب الله ، قوله عز وجل ( قال ألقوا فلمـا ألقـوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم) أي جعلوا أعيـن الناس ترى أشياء غير حقيقية وكأنها حقيقية كمثل : أن يرى الإنسان التراب يصير ذهبا والحديد يصبح ماء .. وهذا هو الذي حدث لقوم موسـى، إذ أنهـم رأوا الحبـال والعصي وهي تمشي وهي في واقع الأمر ثابتة جامدة مكانها ولكن بحكـم أنهم سحرت أعينهم صاروا يرونها تتحرك وتسعي .فقوة الخداع للعين والتمويه وخطف الأبصار بالخفة مع التأثير بالخوف كل ذلـك يؤثر في خيال الإنسان المراد سحره حتى يصبح خياله تحت سيطرة الساحر فيريه ما يريده أن يرى ويخيل إليه ما يريد أن يخيله إليه. لـذا قـال الله عـز وجـل(يخيل إليهم من سحرهم أنها تسعى ) وهذا يعنى أن التخـيل الذي حدث لهـم إنما تم عن طريق السحر. وبالمقابل وحتى يتبين لنا الحق من الباطـل نرى أن موسى عليه السلام دخل هـذه المعركـة هو وأخوه هارون وهما شخصان فقط ضـد أمة الكفر بقيادة فرعون والذى قيل أن عددهم سبعون ألف ساحـر.

ولاتناسب هنا بين الفريقين عدة وعددا، ولكن الغلبة لمن كان مع الله ولو اجتمعـت الجن والإنس عليه. وصور لنا القران أن موسى خاف مما رأى عندما ألقي السحرة حبالهم وعصيهم ، وهذا الخوف من طباع البشر ولكن الله ثبت قلبه لكي يعلم الجميع أن القوة العلوية أقوي من السفلية. وأراد الله عـز وجـل بذلك أن يلقن الطاغية المتكبر وقومـه وأمثالهم درسا على مدى الحياة. فأمر رسوله موسى أن يثبت وذلك في قوله عز وجل (قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى). ولكي يمده بالأمن والاطمئنان أمره بقوله عز وجل (وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيـد ساحـر، ولا يفلـح الساحر حيث أتى).

القسم الثاني: السحر المؤثر

وهذا النوع من أشد أنواع السحـر تداولا وأضرارا وله تأثير على المسحور في عقله وبدنه وقلبه. وهذا النوع من السحر عبارة عـن عزائـم ورقـى وعقــد وطلاسم شيطانية. وهو اتفاق وعقد بين الشياطين مـن الإنس والشياطيـن مـن الجن. وقد ذكر أبو محمد المقدسي في ( الكافي) “السحـر عزائم ورقي وعقد يؤثر في القلوب والأبدان، فيمرض ويقتل ويفرق به بين المرء وزوجه ويأخـذ أحـد الزوجين من صاحبه. قال تعالـى(فيتعلمون منهما ما يفرقون بـه بيـن المـرء وزوجه) . وقال تعالى (ومن شر النفاثات في العقد) يعنـي السواحـر اللواتـي يعقـدن في سحرهن وينفثن في عقدهـن. ولـولا أن للسحـر حقيقـة لم يؤمـر بالاستعاذة منه” .

القسم الثالث: السحر المجازي

وهذا النوع من السحر يقوم على الحيل الكيميائية و خفة اليد و على التمويـه والخداع و الكذب على ضعاف العقول. وهو يعرف في زماننا هـذا بالشعـوذة والدجل. و سمي سحرا مجازا لاشتراكه في المعنى اللغوي للسحر. فهو مما خفي سببه و لطف مأخذه و دق وجرى مجرى التمويه والخداع.

وغالبا ما نرى هذا النوع من السـحر مما يمارسه بعض الذين يشتغلون بالسيرك وكذلك من لهم علاقة بالشياطين، كالسحرة الذين يقومون بعمل السحر الحقيقـي ولهم معرفة بخواص المواد الكيميائية والحيل العلميـة. ومن هذه النماذج تلك التـي يعتمد فيها بعض المشعوذين بوضع مادة على جـانبي صندوق الكبريت عنـد اشعال عود الثقاب اذا احتكت بها هذه المادة احترقت في معدن مثل الألمنيوم أو المعدن الذي سطحه أملس . فالدخان الخارج منها يتسرب على سطح المعدن على شكل مادة بنية اللون. و هذا الدخان بمجرد ملامسته لسطح رطـب فانـه يتحول الى دخان مرة أخرى.

وعليه يقوم المشعوذ بحرق هذه المـادة ثـم إذا تحولت إلى دخان جامد في شكل مادة بنية اللون على سطح المعدن الذى حـرقت فيه يقوم بمسحها بسطح يده لتبقى المادة فيها شرط أن تكون اليد جافة ، فاذا أتاه شخص و شكا له مرضا معينا أو قال إنه مسحور فإنه يقوم بإحضار كوبـ مـن الماء يقرأ عليه بعض الآيات للتمويه ثم يرش يد الشخص المريض بهذا الماء بيده التي ليست فيها المادة ( الدخان المتجمد) ثم يمسح يد الشخص المريض فيخـرج منها الدخان بصورة كثيفة لفترة من الزمن، ثم يقول للمريض إن المرض قد خرج منك.

أو يقوم بعض المشعوذين بإحضار قدر فيه ماء قليل ويضعون في داخـله حبرا أو شيئا من الصباغ ، وبحركة خفيفة يلصقون حجابا من الورق فـي الغطاء الذي يغطى به القدر و يلصقونه بواسطة الغراء ثم يجعلون الشخص ينظـر فـي داخل القدر فلا يرى شيئا. ثم يوضع القدر فوق النار فيغلي الماء بداخله فيغطى بالغطاء دون أن يرى المريض باطن الغطاء. فعندما يغطى القدر و بفعل الحرارة الشديدة و بخار الماء يذوب الغراء فيسقط الحجاب في داخل القدر، ثـم يكشـف الغطاء فينظر المريض في داخل القدر فيجد الحجاب أو التميمة في داخـل القدر فيقول له المشعوذ إنك كنت مسحورا وهذا هو سحرك فيصدقه المريض، وهناك من الحيل والأكاذيب التي يستخدمها أولئك الكذابون وهي كثيرة لا تحصر.

ولما كان السحر بهذه الدرجة من الخطورة و فيه تخريب البيوت وإيقاع العداوة والبغضاء بين الناس، فهو كما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم من الموبقات السبع. فقد اعتنى الاسلام بالرد على السحرة و المشعوذين.

وقد حكم النبي صلى الله عليه و سلم بكفر من أتى السحرة والعرافين بقوله صلى الله عليه و سلم ”من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. والله أعلم

المصدر: اسلام اون لاين

مدار الساعة ـ