انتخابات نواب الأردن 2024 اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للاردنيين احزاب رياضة أسرار و مجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات جاهات واعراس مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة كاريكاتير طقس اليوم رفوف المكتبات

صرخات الجوع وانفصام المسؤول

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/05/10 الساعة 08:09
مدار الساعة,الاردن,اربد,الرصيفة,الطفيلة,الكرك,العقبة,المفرق,الأردن,

لا شك بأن المتابع لزيارة رئيس الوزراء لمحافظة أربد وذلك التسجيل والذي يظهر خلال مغادرة رئيس الوزراء صياح احد المواطنين على رئيس الوزراء بالقول وباللهجة الاردنية "نزلوا الأسعار أحسن لكم، والله لو تنزل الأسعار انها احسنلك من حجه، الناس ذبحها الجوع...."

إنّها الحقيقة،الكثير من الناس في أردن الصمود تعتاش من القمامة، انا شاهدت بأم عيني أمهات اخوات رجال غطن وجوههن حتى لا يعرفهن احد يستيقظن مع صلاة الفجر ويذهبن الى الأسواق الكبرى حيث يقوم التجار برمي الخضراوات غير القابلة للبيع في القمامة ورايت هؤلاء الناس يستصلحون منها ما استطاعوا حتى يطعموا أولادهم وأزواجهم وأسرهم، يذهبون الى المخابز للحصول كسرة خبز، واذا قال احدهم لي هذا مبالغ فيه، ساقول له اذهب الى اربد القصبة، الزرقاء، الرصيفة، الطفيلة، الكرك، السلط، الاغوار، العقبة، المفرق، المخيمات، وفِي كل مكان في اردننا الغالي، الفقر، والجوع ينخران عظم المواطن ومسؤولونا في عالم اخر، عالم اسمه الفساد والمصلحة الخاصة ولينتحر المواطن.

كانت تواقعات بعض المتفائلين أن يقوم رئيس الوزراء بعمل شيء إيجابي تفاعلاً مع تلك الصرخة التي أطلقها ذلك المواطن نيابة عن الكثير من الأردنيين، ولكن دولة الرئيس تعامل باستعلاء مع صرخات وآلام المواطنين من خلال التصرف بسلبية مغلفة بسادية أغضبت السواد الأعظم من الأردنيين من خلال رفع رواتب موظفي الدرجة الأولى وكأن لسان حاله يقول؛ لست أرى او اسمع الا ما يناسبني!

ان الانتحار اصبح في الأردن ظاهرة، والمخدرات بدأت بدخول البيوت بشكل لم نعرف له مثيلاً، وارتفاع حالات الطلاق، وزيادة العنف المجتمعي، كل ذلك يحدث كرد فعل لضيق العيش، وقلة الفرص، وموت العدالة، والمسبب الرئيسي لكل ذلك هو انفصام الحكومة وعدم اتصالها بالواقع، ولم تقم الحكومة الحالية ولا التي سبقتها بأي محاولة لا من قريب ولا من بعيد لسد الفجوة بين عدم تناسب الرواتب والارتفاع الجنوني وغير المبرر للأسعار، فكل شيء ارتفع سعره الا رواتب السواد الأعظم من الموظفين، والأخطار التي تحدق بالأردن كثيره، وانحراف الشباب او تطرفهم لا يعدو ان يكون نتيجة لسياسات الحكومة ومحاولاتها البائسة للظهور بمظهر من يشفق على الشعب وذلك من خلال السياسات الخرقاء والتي تستهدف بالدرجة الأولى تمكين الطبقة الحاكمة من الاستمتاع بخيرات الأردن والتنقل من منصب الى اخر وكأن الأردن ليس فيه من الكفآت والخبرات القادرة على حمل المسؤولية، فتم حصر الوظائف العليا بمجموعات وشلل وجروبات، تتناوب عليها، وبناء على ذلك فليس من المستغرب الا يقوم رئيس الوزراء بالشفقة على هؤلاء وزيادة رواتبهم في تعنت وتكبر لم نر له مثيلاً سوى في الدول الديكتاتورية.

حمى الله الاردن من كل مكروه

* اردني يقيم في استراليا

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/05/10 الساعة 08:09