مدار الساعة - عقد مركز منبر الأمة الحر بالتعاون مع شركة روى الدولية للتدريب والاستشارات أولى ندواته الحوارية والتوعوية ضمن سلسلة (برنامج حوارات مسار 7) والتي تناولت مستقبل التعليم عن بعد في الأردن.. وآلية الانتقال بنجاح نحو تعليم المستقبل؟
وشارك في الندوة نخبة من أهل الخبرة والاختصاص في مجال التعليم والتعلّم عن بعد، وممن أسهموا مؤخراً في تقديم وجهات نظر عميقة لمواجهة تحديات التعلّم الالكتروني في ضوء جائحة كوفيد 19، وهدفت الندوة إلى الوقوف على تحديات انتقال الأردن للتعليم الحديث، وتقييم جاهزيته لهذا الانتقال، انطلاقا من كون التعليم عن بعد هو الشكل الرئيسي لتعليم المستقبل، خصوصا بعد التجربة غير المرضية في التعليم الالكتروني في الأردن خلال الفصلين الدراسيين السابق والحالي، والتي جاء التحول إليها اضطراريا جراء جائحة كورونا.
فقد تناول الدكتور "ابراهيم بدران" وزير التربية والتعليم الأسبق وعضو اللجنة الملكية الاستشارية للتعليم في كلمته التي ألقاها في مقر مركز منبر الأمة الحر قضية واقع وتحديات التعليم في الأردن قبل وبعد جائحة كورونا وسبل الخروج من الوضع الراهن في ضوء تزايد الحاجة للبحث عن حلول جذرية للتعامل مع تعليم المستقبل، كما قدّمت الباحثة والصحفيّة "ِشروق طومار" مداخلة قيّمة حول مسار التعليم عن بعد في الدول المتقدمة ومسار الأردن في المقابل، وتطرّقت للظروف الراهنة وأبرز العقبات التي تواجه اليوم أركان العملية التعليمية (الطالب والاستاذ والمدرسة) من تطوير البنية التعليمية والنهج والمنهج.
وأشار خبير الاقتصاد الدكتور "عدلي قندح" المدير العام السابق لجمعية البنوك الأردنية للكلفة الاقتصادية الوطنية المترتبة على الاستمرار في التعليم الرقمي في ضوء الخسائر المتوقعة لبعض القطاعات الاقتصادية الرئيسية والمساندة للتعليم، وتحديداً المدارس الخاصة ووسائل النقل، فضلاَ عن فقدان بعض الوظائف الدنيا والمتوسطة في المؤسسات التعليمية، وقدّر قندح الخسائر بملايين الدولارات، وطالب الحكومة ومؤسسات الدولة بالبحث عن حلول جادة لمواجهة الخسائر المتوقع زيادتها في الفصل الدراسي القادم .
أما المستشار والخبير في الأمم المتحدة المهندس "جورج جدعون"، فتناول وضع التعليم الرقمي في الأردن وشروط نجاحه واستعرض أبرز مراحل تقييم الظرف القائم ومتطلبات تجاوز المرحلة لتحقيق التغيير المطلوب ومواكبة التعليم الرقمي العالمي ، مؤكداً أن التعليم الرقمي في الدول المتقدمة يعتبر تعليماً مسانداً وليس بديلاً للتعليم التقليدي أو الوجوبي .
وقدّ تطرّقت الاستاذة انعام المفلح، رئيس مجلس ادار منبر لأمة الحر ومركز روى الدولي، في بداية انطلاق الندوة لأهمية هذا الموضوع الحيوي في الظرف الطارئ الذي تمر به الأردن ودول العالم، حيث أكّدت أن التعليم عن بعد في الأردن لم يكن نموذجاً مألوفاً، ولم يكن ثمة تصور لدى المجتمع الأردني بالانتقال إليه في وقت قريب، لكن بعد الجائحة، لم تحقق التجربة الرقمية، نجاحاً مرضياً، فقد اعترتها الكثير من المشكلات والتحديات، الشكليّة والتقنية .
جديرٌ بالذكر أن هذه الندوة هي أولى سلسلة (برنامج حوارات مسار 7) أحدى مبادرات مؤسسة منبر الأمة الحر ومركز روى الدولي، وسيقوم المركز في المستقبل القريب بعقد سلسلة ندوات أخرى تتناول كافة القضايا الحيوية والمعاصرة ضمن نقاش علمي هادف ونقد بنّاء يخدم الأردن شعباً ووطناً .