مدار الساعة - السؤال: ما هو الحكم في : شراء وبيع أرقام الهواتف والسيارات المميزة بأسعار خيالية، فإن عددا من الناس يحرصون على شراء هذه الأرقام المميزة ، ويدفعون في مقابل الحصول عليها مبالغ خيالية ؟
الجواب: بسم الله،والحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أن شراء أرقام هواتف الجوالات والسيارات المميزة بآلاف الدنانير والريالات نوع من الإسراف أو التبذير..
التفصيل:
والتميز بنية التعالي عن الناس أمر منهي عنه شرعا، ولو كان دون مال، ويتأكد النهي إذا أنفق في سبيل هذا التميز والشهرة تلك الأموال الخيالية، فيكون تميزا وسرفا، وكلاهما مذموم شرعا.
وعلى ذلك فلا يجوز شراء هذه الأرقام المميزة بالمبالغ الخيالية، وأما الشركات التجارية، والدوائر المهمة وأمثالها التي يحتاج إليها الناس فقد يجوز لها ذلك ؛ لأنها لا تقصد التميز بمعنى الترفع والكبر ، ولكنها تبغي سهولة الوصول إليها.
يقول الشيخ محمد بن صالح المنجد: ينبغي لكل مسلم أن يعلم : أن الله تعالى نهى عن الإسراف والتبذير، وهما مجاوزة الحد في إنفاق الأموال .
قال تعالى : ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) الأعراف/31 .
وقال تعالى : ( وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا . إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ) الإسراء/26 ، 27 .
وليعلم كل مسلم أنه لن تزول قدمه إلى جنة ولا إلى نار حتى يسأله الله تعالى عن أشياء ، ومنها : عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه .
عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربع عن عمره فيم أفناه ، وعن علمه ما فعل فيه ، وعن ماله من أين اكتسبه ، وفيم أنفقه ، وعن جسمه فيم أبلاه ) . رواه الترمذي ( 2417 ) وقال : حسن صحيح ، وصححه الشيخ الألباني في ” صحيح الترغيب والترهيب ” ( 126 ) .
وليُعلم بعد هذا : أن شراء أرقام هواتف الجوالات والسيارات المميزة بآلاف الدنانير والريالات نوع من الإسراف أو التبذير أومن الإنفاق في الحرام ، وأن الله تعالى سائل كل واحد من هؤلاء عن ماله هذا الذي أنفقه في مثل هذه المجالات .
وبخاصة أننا نرى المسلمين في أكثر بقاع الأرض في بأس وضنك في حياتهم ومعيشتهم ، وأن بعضهم لا يجد لقمة يسد بها جوعه ، وآخرين لا يجدون لباساً يواري سوآتهم ، وآخرين لا يجدون سكناً يؤويهم ، بل قد هدِّمت بيوت بعضهم فوق رؤوسهم .
والملاحظ أن الذي يدفع هؤلاء إلى مثل هذا الشراء أمور منكرة كالكبر والتعالي والتفاخر على غيرهم ، ” ومن أبرز التعليقات التي قيلت حول هذا الموضع ما نشرته إحدى الصحف عن عريس تقدم يطلب يد إحدى الفتيات للزواج ويقول العريس لوالد الفتاة : ” ما تحتاج تسأل عني شوف رقم سيارتي تعرفني ” .
والله أعلم .