انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب وظائف للأردنيين رياضة مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية الموقف شهادة جاهات واعراس مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة طقس اليوم

الصفحة 193 من كتاب الملك

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ
حجم الخط

بقلم: المحامي علاء مصلح الكايد

ورد في مطلع الصفحة (١٩٣) من كتاب جلالة الملك " فرصتنا الأخيرة " بنسخته العربية قول جلالته حول العلاقات الأردنية العربية " وبقدر ما تعلمت وما أذكر من خبرة والدي أعلم أن من الصعب التكهن متى أتوقع منهم الدعم والمساعدة ومتى عليّ ألّا أعول على ذلك".

إن هذا التوصيف الملكيّ بكلماته القليلة ليُلخّص حال وطبيعة العلاقات الأردنية العربية على مدار مئة عام من عمر الدولة ، إذ لم ترتبط العلاقات بمنطقٍ ولم يحكمها إستقرارٌ أو حتى متغيّرٍ يِسوّغ فهمها ويفسّر إنحناءاتها ، وخالفت آثارها طبيعتها في أحوال عديدة ، لكنّ الثابت الوحيد في ذلك كله هو الدور الأردنيّ الذي حافظ على ثباته ووقوفه إلى جانب الشقيق في الرّخاء والضِّيق ، أنظمة وشعوباً.

وفي ظلّ المعطيات التاريخية والحاضرة، لا بدّ من الوقوف عند مسألتين أو بعبارة أدقّ: سؤالين ، الأوّل يتعلّق ببوصلة التحالف الأردنيّ والثانية إنتظاره الدعم من الغير وموجبات إستحقاقه.

فقد كانت أولى المحطات الرئيسية في العلاقة الأردنية الأمريكية بعد تعريب قيادة الجيش العربيّ نتيجة تأخر دول شقيقة في تنفيذ تعهداتها الواردة باتفاقية التضامن العربي (١٩٥٧) وإمتناع بعضها ، لتقوم الولايات المتحدة عندها بتعويض النقص الحاصل في موازنة الجيش التي تخلّت عن التمويل الإنجليزي .

وقد تبعها كذلك تقديم الولايات المتحدة المساعدة للأردن لغايات إستيراد النفط بعد تعذر إيصاله من خلال دول الجوار بعد ذلك بعام.

وسارت العلاقة منذ ذلك الحين بين الأردن والولايات المتحدة على أساس التحالف المبني بطبيعة الحال على المنفعة المتبادلة.

وعلى الصعيد الثاني المتعلق بالصفحة الأردنية البيضاء تجاه الشقيق وحتى الصديق، أنّ الأذرع الأردنية لم ترتدّ أو تُحجِم عن إعانة وإغاثة أي شقيق مهما بلغت الأعصاب السياسية من شدّ، وهذا الفصل بين الإنسانية والمصالح السياسية نادرٌ على مستوى العالم والمنطقة إذ عادة ما يدفع رعايا الدّول الثمن لدى الإختلاف بين الأنظمة ، وتلك دلالة أُخرى على صوابية الموقف الأردنيّ تجاه الأزمة الخليجية المنتظر إنتهاؤها، إذ تخيّر موقفاً ليس مألوفاً بين البينين بلا إفراطٍ ولا تفريط.

وبناء على ما سبق، يأتي طلب الأردنّ للدعم من منطلق مسؤولياته التي يضطلع بها منذ تأسيسه وحتى يرث الله الأرض وما عليها، فهو ليس إستجداءٌ بل هو حقٌّ فالغُرم بالغُنم، وذلك عرفٌ مُستقرٌّ بين الدول كافة سواء جاء في سياق أحلافٍ دولية أو علاقات ثنائية، وليس الضعيف من يستحق الدعم بل القوي الذي تلتقي مصالح الغالبية على ضرورة بقاءئ وتأثيره، وما من أحدٍ يسعى للتحالف مع ضعيف بل القويُّ هو من يُخطَب وِدُّه.

تلك عُجالةٌ تجيب على بعض ما أسيء فهمه، وردٌّ على بعض أبواقٍ تدّعي معرفة السياسة، وهي مقدّمة تحمل الدعوة لفحص تاريخ ونشأة وطنٍ قد لا يعرف معظم أبنائه وبناته ما واجه من مصاعب منذ قيامه، وفي تلك التفاصيل والمحطات ما يبعث الطمأنينة على سداد الرأي وسلامة الإجتهاد إزاء ما جرى وسيجري على الصُّعُدِ كافّة، فدفّة القيادة وكذلك الوطن قد إختُبِرا بما يكفي ونجحا في الخروج من الأزمات جميعاً ، بفضل الله وحكمة القيادة ووعي الشعب المُخلص.

والله من وراء القصد

مدار الساعة ـ