مدار الساعة - هل شاهدتم جمال هذه البحيرة الخلابة ذات اللون الأحمر الزاهي؟ إنه جمال مخادع! على الأقل بالنسبة لهذه الحيوانات المسكينة التي تحولت إلى تماثيل. ففي بحيرة النطرون شمال تنزانيا (شرق وسط إفريقيا) تتحول الحيوانات إلى تماثيل بمجرد انغماسها في الماء، حيث -وللمفارقة- تعيش بعض الأسماك الفريدة.
بحيرة النطرون (Lake Natron) تعتبر مستقنعاً مميتاً شاسعاً، بدءاً من اسمها الذي أخذته من اسم مركب طبيعي يتكون أساساً من كربونات الصوديوم وبيكربونات الصوديوم، بالإضافة إلى كميات صغيرة من كلوريد الصوديوم وكبريتات الصوديوم.
مركب النطرون وصل إلى البحيرة من الرماد البركاني المتراكم من وادي الصدع العظيم (Great Rift Valley)، إذ تدفق إلى البحيرة من التلال المحيطة حيث يقع بركان Ol Doinyo Lengai، وهو بركان نشط.
وبذكر كربونات الصوديوم فإن أبحاث العلماء الكثيرة أشارت إلى استخدام الفراعنة له كمركب أساسي في طريقتهم لتحنيط جثث موتاهم في الحضارة المصرية القديمة.
كما تصل درجة قلوية البحيرة إلى 10.5 -على غرار حليب المغنيسيا، وهو علاج يستخدم لتحييد درجة حموضة المعدة- وهي درجة أعلى بكثير من الرقم الهيدروجيني المحايد الطبيعي للمياه وهو 7، وفق ما شرحته مجلة New Scientist العلمية.
لذلك، بمجرد أن تنغمس بعض الحيوانات في البحيرة ذات درجة القلوية العالية فإنها تتكلس وتتحجر متحولة إلى تماثيل. إذ تعتبر المياه ذات القلوية المرتفعة مادة كاوية يمكن أن تحرق جلد وعيون بعض الحيوانات التي لم تتكيف معها.
كما أن مياه البحيرة الضحلة دافئة بدرجة قد لا تتحملها كل الحيوانات، إذ تصلها المياه ساخنة من ينابيع وأنهار صغيرة، وقد تصل إلى درجة حرارة بين 40 و60 درجة مئوية، وفق ما أشار له تقرير النسخة الإنجليزية من موقع Deutsche Welle الألماني.
حيث تعيش بالمياه أنواع من أسماك البلطي القلوية (Alcolapia alcalica)، وتعتبر البحيرة أيضاً موطناً لبعض أسراب طيور الفلامنغو الوردية التي تصل أعدادها لأكثر من مليوني طائر خلال موسم التزاوج، بالإضافة إلى أنواع من الطحالب، وفق موقع Live Science.
وتعتبر عيوب البحيرة بالنسبة لبعض الحيوانات فوائد بالنسبة لحيوانات أخرى، إذ أشار تقرير شبكة National Geographic إلى أن طيور الفلامينغو تفضل مياه بحيرة النطرون لأن مستوى المياه المنخفض مناسب لمنع فيضان أعشاش هذه الطيور.