مدار الساعة - نشر موقع «فيس تو فيس أفريكا» الإخباري تقريرًا أعدَّته الكاتبة إليزابيث أفسوا جونسون، كاتبة ومحررة وقارئة غينية – نيجيرية شغوفة، حول إجبار الأمهات الإماء على إرضاع الأطفال البيض حتى يشبُّوا على نحو أفضل، ويتمتعوا بصحة جيدة. وقد شاعت هذه الظاهرة في الغرب بعد تنصُّل الأمهات البيض من تلك المسؤولية تجاه أطفالهن أملًا في الحفاظ على قوامِهن، فضلًا عن الاعتقاد السائد آنذاك بأن الأمهات اللاتي يرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية غير مثقفات وفقيرات غالبًا.
ولفت التقرير إلى أنه بحلول القرن السابع عشر أصبح جلب المرضعات من الإماء شائعًا للغاية في أوروبا، وسرعان ما انتقلت هذه الممارسة إلى أمريكا من خلال المستوطنين البريطانيين.
وكان أطفال العبيد يتمتعون بصحة جيدة، بينما فقد عدد من العائلات البيض أطفالهم بسبب اعتلال صحتهم. وكان هذا سببًا في أن أجبرَ عدد من الغربيين الإماء على إرضاع أطفالهم البيض حتى يشبُّوا على نحو أفضل، ولا يموتوا خلال الأشهر الأولى من الطفولة.
وبحسب ما جاء في التقرير أنه بحلول القرن الثامن عشر أصبح هذا الاتجاه يحظى بشعبية كبيرة. وكان بمجرد أن تُرزق إحدى الإماء بطفل، كانت تُرسَل إلى إحدى السيدات البيض، وتُجبَر على إرضاع الطفل الأبيض، بدلًا عن إرضاع فلذة كبدها.
وأوضح التقرير أن الشابات والسيدات اللاتي يتمتعن بصحة جيدة من الأمهات الإماء قد أُجبرِن على إرضاع الأطفال البيض بعدما اكتشف الأطباء أن الرضاعة الطبيعية المستمرة للطفل من نساءٍ بالغاتٍ يمكن أن تُدر له اللبن.
وفي أوج انتشار ظاهرة مرضعات الأطفال من الأمهات الإماء، كان تُجار العبيد غالبًا ما يخطفون الأطفال حديثي الولادة منهن. ولم يكن هناك خيار لتلك السيدات بعدما أصابهن من الألم والحسرة سوى إرضاع الأطفال الآخرين الذين كانوا في الغالب من البيض. وكانت بعض الإماء الأمهات المقهورات يتعرضن للضرب، وغالبًا ما كُنَّ يُحلَبْن مثل الأبقار لإطعام الأطفال البيض.
وكانت الأمهات الإماء غالبًا ما يحتفظن بالأطفال البيض في منازلهن إلى أن تشعر أسرة الطفل أن الوقت قد حان لإعادته إليهم. ونظرًا لأن الظروف المعيشية للعبيد لم تكن على ما يرام، مات عدد من الأطفال البيض. وبناءً على بعض التخمينات بأن الأمهات العبيد كُنَّ يقتلن الأطفال بدافع الحقد أُجبرِت تلك الأمهات الإماء لاحقًا على الانتقال للعيش مع العائلة حيث يمكن مراقبتهن.
وعانَتْ هؤلاء المُرضعات من العبيد من رفض أزواجهن لهن، لا سيما بعد موت أطفالهن. وهناك أثر آخر لممارسة الرضاعة هذه تمثل في إقامة علاقات جنسية بين السادة والمُرضعات؛ مما أدى إلى زيادة ولادة أطفال مختلطي النَسَب.
وجدير بالذكر أن هذه الممارسة بدأت تتلاشى بعد أن بدأ العبيد يحصلون على حريتهم ببطء. وقد أُنقِذت معظم المُرضعات على يد عائلاتهن، أو عشَّاقهن الذين اشتروا حريتهن.
واختتمت الكاتبة تقريرها بالإشارة إلى استمرار عدد قليل من النساء الأمريكيات من أصل أفريقي في العمل بصفتهن مرضعات للأطفال بعد إلغاء الرق. وعلى الرغم من شعورهن المستمر بالإحباط، إلا أنَّهن أدَّين هذه المهمة سرًا وحقَّقن مكاسب مادية أكثر من الخدم والعبيد المُحَررين العاملين لحسابهم الخاص، وغالبًا ما يُطلق عليهن اسم البغايا أو النساء الوقحات. ويرجع تاريخ مهنة مرضعات الأطفال إلى عدة قرون منذ أيام الكتاب المقدس. ومع ذلك لم تُجبر على هذا العمل إلا أمهات العبيد وحدهن على مدار التاريخ.