مدار الساعة - توصلت دراسة نشرت في مجلة BMC الطبية إلى أن النباتيين أو الذين يتبعون حميات غذائية تعتمد على النباتات أكثر عرضة للإصابة بكسور العظام.
وأظهرت دراسات سابقة أن النباتيين لديهم كثافة معادن أقل في العظام مقارنة بغير النباتيين، وكثافة العظام هي مقياس لكمية المعادن (معظمها كالسيوم وفوسفور) الموجودة في حجم معين من العظام، وفقا للمعهد الوطني الأمريكي للسرطان.
وأثناء الدراسة البريطانية، طلب من 55 ألف بالغ يتمتع بصحة جيدة نسبيا من المملكة المتحدة، الإجابة على استبيان حول الظام الغذائي وأسلوب الحياة والتاريخ المرضي والخصائص الاجتماعية والديموغرافية في الفترة ما بين 1993 و2001.
ثم صنفهم الباحثون عن طريق النظام الغذائي في ذلك الوقت وخلال فترة المتابعة كالآتي: أكلة اللحوم، أكلة الأسماك، النباتيون الذين لا يتناولون اللحوم أو الأسماك ولكن (يتناولون منتجات الألبان و/ أو البيض) والنباتيون الذين لا يتناولون أي منتج حيواني.
ورصد الباحثون 3941 كسرا إجماليا بحلول عام 2016. ومقارنة بأكلة اللحوم، كان النباتيون الذين يتناولون كميات أقل من الكالسيوم والبروتين في المتوسط معرضين لخطر الإصابة بالكسور بنسبة 43% في أي مكان وفي الفخذين والساقين والفقرات.
وفي رسالة عبر البريد الإلكتروني لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، قال المؤلف الرئيسي للدراسة، تامي تونج عالم الأوبئة التغذوية في قسم نافيلد للصحة السكانية في جامعة أكسفورد، إن هذه أكبر وأول دراسة شاملة حتى الآن تنظر في مخاطر كل من الكسور الكلية أو الكسور التي تحدث في أي مكان في الجسم والكسور في مواقع مختلفة لدى الأشخاص ذوي العادات الغذائية المعتادة المختلفة.
ولعل كون الفيتات والأكسالات من المركبات التي تعوق امتصاص المعادن مثل الكالسيوم والزنك والحديد، سبب عدم إطلاق المعادن وامتصاصها بسهولة في الأمعاء لدى النباتيين، ما يعني أنه على الرغم من احتواء السبانخ والخضراوات الورقية الأخرى على نسبة عالية من الكالسيوم إلا أن الأكسالات الموجودة فيها تمنع الجسم من امتصاص الكالسيوم بقدر ما يمكن من منتجات الألبان.
ولذلك يتطلب الحصول على العناصر الغذائية الأساسية مثل (البروتين والكالسيوم وفيتامين ب12 وفيتامين د الضروري لامتصاص الكالسيوم) تناول كميات أكثر من النباتات مما هو موصى به فيدراليا نظرا لأن امتصاص العناصر الغذائية من النباتات ليس سهلا بالشكل الكافي.
ويوصي الباحثون الأشخاص النباتيين بتناول المكسرات والبذور الغنية بالعناصر الغذائية الداعمة الماغنيسيوم والبوتاسيوم، ومنتجات فول الصويا الغذائية الكاملة المدعمة بالكالسيوم مثل التيمبيه وحليب الصويا ورقائق الذرة والخضروات الورقية الخضراء والبقوليات وحليب بقر والأجبان عالية الجودة، بالإضافة إلى التأكد من الحصول على ما يكفي من الأحماض الأمينية التي تعد اللبنات الأساسية للبروتين، من الأطعمة مثل التوفو والتمبيه والأرز والفاصوليا، كما ينصح بعدم تناول أي مكملات غذائية بدون استشارة الطبيب.
تدعم نتائج الدراسة مجموعة متزايدة من الأبحاث حول صحة العظام وأن البروتين والكالسيوم المكونين الرئيسيين للعظام وأن مؤشر كتلة الجسم المنخفض هو عامل خطر لكسور الأفخاذ، لذلك يجب على جميع الأشخاص الحفاظ على مؤشر كتلة جسم صحي.
