حماية الاستثمار مطلوب كل الوقت لكنه ضرورة قصوى في ظل جائحة كورونا, فلم تعد القوانين والمعيقات و الابتزاز هي فقط التحديات بل الوباء الذي يهدد الأعمال والعمال.
الاستثمار الذي أقصده يبدأ بمشروع صغير ومتوسط وكبير لا فرق بين بقالة ومصنع لإنتاج الغذاء ولا حقل زراعي صغير ومزارع بآلاف الدونمات, ولا فرق بين أن يكون المستثمر الذي يملك المشروع ويديره مواطن أردني أم عربي أم أجنبي، والخطر أو السلوك ومهددات لا تفرق بينهم في السلوك فعندما ترتفع المخاطر يهربون جميعا..!
تحت ضغط أصحاب الأصوات العالية والشعبوية فكرت حكومات سابقة بإعادة شراء بعض الأصول التي تمت خصخصتها، ولما وجدتها مكلفـة عدلت عن الفكرة لكن إلى أن تم ذلك كانت المخاوف والبلبلة حققت أهدافها فلم نشهد استثمارا جديدا منذ سنوات عدا عن عمليات بيع ونقل ملكية محدودة.
الأردن بحاجة إلى استثمارات محلية وعربية وأجنبية، وعلينا أن نطمئن المستثمر لا أن نثير شكوكه ومخاوفه بشعارات غير مسؤولة حتى لو غلفت بأهداف يظن أصحابها أنها وطنية.
صحيح أن المستثمر الأردني والعربي أو الأجنبي يقوم بالمشاريع من أجل الربح، لكن الرابح الأكبر هو الاقتصاد الوطني وفرص عمل لكل أبناء الأردن وفي كل بقاعه، ودفع فوائد للبنوك، وإيجارات العقارات التي لا فائدة منها إن لم تكن مشغولة، وأرباح للمساهمين المحليين، وضرائب ورسوم للخزينة، وهذه هي القيمة المضافة.
يتعرض المستثمرون إلى معيقات تتجاوز قضايا تعدد المرجعيات والحوافز, وشروط الترخيص، سرعتها أو طول فترتها, فالبيروقراطية لا تزال تصاحب الإجراءات, وقد كان التردد في اتخاذ القرار ولا يزال أهم المعيقات, فما الفائدة من قوانين لا يسند بقوة إتخاذ القرار وقبل ذلك كله حماية المستثمرين؟
تشجيع الاستثمار حاجة أساسية بالنسبة للأردن في هذا الوقت بالذات وهو لا يتطلب جهودا مضاعفة لاستقطابه فقط بل إشاعة الثقة لدى المستثمرين، والوقف الفوري لاجتهادات غير مسؤولة فقد جربت حكومات فرض إلزامية التشغيل على المستثمرين لأبناء المناطق التي يقيمون فيها استثماراتهم بنظام خاص فوجدت أن إحدى مشاكل الاستثمار في المحافظات هي تعرض المستثمر للضغوط والتهديد من قبل مراكز قوى تحاول أن تفرض نفسها، فلم يشكل النظام الجديد سوى غطاء لتلك الضغوط وزاد من الصعوبات التي تواجه المستثمر لتوظيف من لا يحتاج.
الأردن يمر بأوضاع مالية واقتصادية صعبة يجب أن توقظ الحس الوطني المسؤول لا أن ننتهز الظروف لتحقيق شعبويات لا تسمن ولا تغني من جوع!! الرأي
qadmaniisam@yahoo.com