مدار الساعة - لقمان إسكندر - لم تنزل نتائج الانتخابات على جماعة الاخوان المسلمين برداً وسلاماً.
هم على أية حال كانوا يدركون مبكراً أن الطريق صعب، وأن نفقاً دخلوه منذ سنوات لم يخرجوا منه بعد، وإن كانوا تأملوا غير ذلك، وبرغم هذا قرروا السباحة. تفضلوا.
ليس في الرقم الذي حصلوا عليه هو ما فاجأهم، بل في أسماء رموزهم الغائبة عن مجلس النواب.
أسماء كان لها صولات وجولات، وعملت، وأحياناً قدمت بعض التنازلات، لكنها خسرت.
هذا شأن قواعد اللعبة الأردنية التي وافقت الجماعة على الخضوع لها، وهي تقرر خوض الانتخابات.
هنا. يدرك الجميع المسافة التي يمكن معها أن "يمطّ" اللاعب السياسي "المغيطة"، قبل أن تنقطع، ثم يعود بعضها ويلسع الكفّ. لسعتهم "مغيطة" الانتخابات، وانتهى الأمر.
بالطبع لا تتعلق النتائج بحضور الإخوان في المجتمع. وهذا لا يعني أن حضورهم اليوم أكبر، كما لا يعني أن حضورهم أقل. فوحدها المناخات الصحية الأخرى، ما تخبر عن الرقم الذي يحوزونه من حضور.
في خلفية المشهد لم تكن النتائج تتعلق بطبيعة الانتخابات الأردنية، بل أيضا بالحالة العامة التي دخلت فيها الجماعة داخلياً. اثنين في واحد.
عشرة نواب، من بينهم المتحالفون، سيشعرون بالغربة داخل القبة. غربة يدعمها مشهدان: الأول أن ما أفرزه يوم الثلاثاء من فائزين حديثي عهد بالنيابة، والأمر الآخر، في أن رموزهم النيابية لم يعودوا بينهم.
لم يعد لعبدالله العكايلة مقعد، ولا لديمة طهبوب، على سبيل المثال. وهو انزياح قاس، ربما لن تستطيع معه كتلة الاخوان على التماسك معه. لكن ما قد يبرّد الإصلاح من بعض الفزع: بقاء الزعيم صالح العرموطي، والقادمان المتحمسان: ينال فريحات وعمر عياصرة.
بعد صدور النتائج، لم يسمع الاخوان جملة أكثر من هذه الجملة: ألم نقل لكم؟