اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

هي الحاجة تواصيف العبداللات.. وهما محمد وأحمد.. طفلان في الخمسين من عمرهما.. فما فعل الشيخ سلمان يا أمّ؟

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/09 الساعة 18:18
مدار الساعة,

مدار الساعة - رجل ناطح الجبال خمسين عاماً، ولما أحس بدنو أجله لم يجد سوى سرير بالقرب من سريرها يهرب إليه.

- هل تخاف الموت يا محمد؟

- لا أخافه وأنت قربي "يما".

هناك مكث. ترك بيته، زوجه، وأولاده. ترك الدنيا كلها، وهرع إلى أمه مثل طفل صغير.

هو محمد وهي الحاجة تواصيف العبداللات، أرملة المرحوم الشيخ سلمان الحمد الرشيد الخلايلة.

هي برهة، كأنها رمشة عين، رحل محمد، وبعد قليل - وكل الأيام قليل – رحلت أم محمد.

أيام أمضتها تبكي على محمد وتبكي على أخيه أحمد، وتشتاق لسيدها أبا الرجال، الشيخ سلمان الخلايلة.

"يما.. ادفنوني بالقرب من محمد". هذه وصيتها. فدفنت بالقرب منه. غادرها وهي بجانبه، ثم رحل هنيهة، فتبعته، وكأن حضنها مشتاق للمّته. مشتاق لصوته، مشتاق لضحكته، مشتاق لحنان طفل في الخمسين من عمره.

هي الأقدار يا أمّ. "كفّارة" وقد رحل بعض الكبد. فما فعل باقي الأكباد. تركت رجالا يا أمي.

رجال كل همّهم اليوم سؤال واحد. فقط واحد: هل استقبلك الشيخ الجليل؟ هل بشّ في وجهك أحمد؟ وما فعل محمد وهو يركض نحوك مشتاق ومشتاق ومشتاق.

محمد وأحمد في هذه لا يريدان ان يتركا لأخوتهما شيئاً من حبّ أمهما. يريدانها كلها. فلما حضرت حضرا. بل وزفّوها بهية مثل قمر.

سأحدثك يا جدتي عما فعل محمود وبسام وهشام في غيابك.. وما فعلت البنات.. بناتك وحفيداتك.. وسأحدثك عن بكاء أمي.

يا جدتي، لولا تحدثينا ما صنع جدّي الشيخ سلمان الخلايلة وقمراه محمد وأحمد، يوم طرت إليهم. لولا تخبرينا عن "هناك"؟ كيف هي الحياة هناك؟ هل وجدت صلاتك ودعاءك وصبرك وقد سبقوك يا أم اليتامى؟

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/09 الساعة 18:18