فالنهْي عنها كبير .. وهي شرك، ومن دون الاعتقاد انها تفعل شيئا فهي جَهالة، جاء في الحديث:(مَن علَّق تَمِيمَة فلا أتَم اللهُ له، ومَن علَّق وَدَعَة فلا أَوْدَعَ اللهُ له”(15) وفي حديث آخر: ” مَن علَّق فقد أَشْرك” (رَوَاه أحمد بِرواة ثقات).
وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: ليست التميمة ما يُعلَّق به بعد البَلاء، إنما التميمة ما يُعلَّق به قبل البَلاء(16) .ويؤخذ من كلام المنذري أن التميمة خَرَزة. وفي الحديث ذكر التميمة والوَدَعة، فهل هما شيء واحد؟ وإذا كان ذلك فلماذا التَّكرار، والعطف يَقتضِي المغايرة؟ وقد يُجاب على ذلك بأنَّ الوَدَعة هي الخرزة الصَّدَفيَّة المعروفة التي تَتكوَّن في البحار، والتميمة كل شيء يُعلَّق من أي مادة يكون، كقطعة خشب أو خِرْقة أو غيرهما مما يَعتقد الجهلة منفعته، وتفسير عائشة يدل على أنها كانت للحفْظ من الإصابة ودفْع الشر، وليست للاستشفاء من مرض واقع.
وجاء في “الفتاوى الإسلامية” (18): اختلف العلماء في جواز كتابة بعض آيات من القرآن أو أسماء لتكون تمائم، فقالت طائفة بجوازه، ونسَبوا هذا إلى عمرو بن العاص وأبي جعفر الباقر، رواية عن الإمام أحمد، وقالت طائفة بمنْعه لحديث أحمد “من علَّق تميمة …”.
وجزم كثير من العلماء بقول الطائفة الأخيرة، لعموم هذا النص، وسدًّا للذَّرِيعة حتى لا يَكبر الصغار وهم يَعتقدون أن التمائم هي التي تَشفِي وتَحفَظ دون إرادة الله. ولا يَحِلُّ لمسلم أن يأخذ أجرًا على كتابة هذه الآيات. وليس هناك حديث يقول “خُذ من القرآن ما شئت لما شئت”، ويُراجَع في ذلك تفسير القرطبي(19).