انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة الموقف مناسبات شهادة جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

السقوط

مدار الساعة,مقالات مختارة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/09 الساعة 07:52
حجم الخط

منذ أيام وأنا أتابع الإنتخابات الأميركية... وأتابع انتخاباتنا أيضا, كانت الجملة الأكثر ترديدا من المحللين الأميركان حول (ترمب) أنه اعتدى على قيم وأخلاقيات الرئاسة الأميركية, وقد قال أحدهم معلقا على الأمر: (السلوكيات التي كان يمارسها لاتليق برئيس دولة عظمى)... من ضمن ما عرضوه, هو مطبخ البيت الأبيض, فالرئيس لم يعد يثق بكبيرة الطهاة, وصار يفضل الوجبات السريعة, ومعروف عنه حبه (للماكدونالدز)..

ماذا تعني قيم وأخلاقيات الرئاسة الأميركية؟ وهل هي أهم من دعم (الايباك)..؟ أقنعونا في صغرنا أن إسرائيل حاضرة في الإنتخابات الأميركية, والفضائيات العربية كذبت علينا وقالت أن الصهيونية العالمية, تلعب في الرئيس الأميركي كيفما تشاء.. قالوا لنا أيضاً أن سبب هزائمنا هو دعم أميركا لإسرائيل, والإعلام العربي أخبرنا أيضاً أن الرئيس الذي يأتي إلى البيت الأبيض عليه أن يكون صهيونيا حتى ينجح.

قالوا لنا أيضا أي رئيس يريد أن يسكن البيت الأبيض عليه أن يحظى برضى رأس المال اليهودي, علما بأن (ترمب) هو أكثر رئيس خدم إسرائيل في تاريخ الولايات المتحدة, اعترف بالقدس..حاول شطب القضية الفلسطينية نهائيا, وزود إسرائيل بأخطر تكنلوجيا أميركية وهي طائرات (إف 35), وعين (كوشنر) اليهودي كمسؤول عن ملف الشرق الأوسط, قاد مرحلة تطبيع مهمة... ومع ذلك سقط سقوطا مدوياً, والسبب كما يقول الأميركان أنفسهم أنه أخل بقيم وأخلاقيات الرئاسة الأميركية.

سقوط (ترمب) فضح النظرية العربية, التي تؤكد أن سبب عجزنا هو نفوذ إسرائيل.. علما بأن الإنتخابات الأميركية غابت عنها إسرائيل تماماً, وأظن أن نتنياهو راقبها لحظة بلحظة.. ولطم على رأسه ونحب.

وتبين لي فيما بعد وأنا أتابع, أن إصرار الرئيس على تناول الوجبات السريعة وعدم اكتراثه بطعام البيت الأبيض كان من الأسباب التي أدت لسقوطه, عدم وضع الكمامة على فمه كان سببا أيضا.. تبين لي وأنا أستمع للأميركان, أن ترمب كان يستعمل كلمات بذيئة في مواجهة خصومه وهذا لايليق بالرئيس, تبين لي أيضاً أن من الأسباب الرئيسية لسقوطه المدوي... عدم احترامه للإعلام واعتماده على (تويتر)...

(50) عاماً والإعلام والساسة العرب يقومون بتلقيننا, نظرية المؤامرة والتي تؤكد سيطرة اللوبي الصهيوني على القرار, وتبين في النهاية أن اللوبي الصهيوني.. حاله مثل حال (ترمب) ضعيف ومهزوز, وليس له مساحة أو حضور في الانتخابات..

الانتخابات الأميركية, لم تقم بتعرية (ترمب) بل عرت نظرية المؤامرة العربية, ويبدو أن (ترمب) لم يتعلم من أخلاقيات الانتخابات الأردنية القائمة على مبدأ (إبشر بالفزعة).. الرأي

Abdelhadi18@yahoo.com

مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/09 الساعة 07:52