انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مختارة مقالات مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة

يحدث في مادبا انتخابياً

مدار الساعة,أخبار مجلس النواب الأردني
مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/08 الساعة 16:42
حجم الخط

مدار الساعة - كتب: عبدالحافظ الهروط

مادبا المدينة، وعلى سبيل المثال لا للحصر، من بقية مدن ومحافظات المملكة، يعج فيها الصوت الانتخابي ولكن في "الاتجاه المعاكس" لأصول العملية الانتخابية، وفي ظل جائحة كورونا.

الكل يدعو لأن يكون حراك الانتخابات هادئاً، تماشياً مع الشروط الصحية، من حيث الاعداد التي تجتمع، والابتعاد عن الاختلاط المزدحم، وأن يسود الاحترام بين المترشحين والناخبين لنظرائهم الآخرين، وبعيداً كل البعد عن التجريح والمناكفات والسب والشتم، لأن جميع هذه السلوكيات وغيرها من سلوكيات سلبية لا تؤدي الى نجاح مترشح او مترشحة.

مادبا المدينة، وغيرها، تسمع أصوات السيارات التي تلتهم الشوارع، وزعيق من فيها وكأن هذه الاصوات المزعجة وهذا الزعيق، وخصوصاً في ساعات الليل، هي البرنامج الانتخابي للمترشحين، وأنها الدعاية التي يؤديها الناخبون، ظناً منهم أن هذا السلوك سيأتي بالأصوات من كل حدب وصوب.

لا بل أن هناك من يظن بهذا السلوك الذي يعكر على الناس راحتهم، ويوّلد في أنفسهم النفور، بأن مرشحهم قد وصل الى قبة البرلمان، ولم يأخذوا مجرد التفاتة الى الانتخابات الأميركية، او عظة بأن النتائج مرهونة بإعلان عدد الأصوات بشكل رسمي.

وحتى لا نظلم مادبا وحدها، وقد كانت الصورة "المنفّرة" هذه، صورة تحدث في كثير من المدن والألوية والمحافظات في المملكة، ففي مدننا وقرانا من سمع اطلاق العيارات النارية ابتهاجاً بفرص الفوز لإنتخابات لم تبدأ بعد.

وعلى امتداد الطرق التي تربط مدناً وعلى حواف العاصمة، ومحافظات كبيرة، كم شاهد المواطن أرتالاً من السيارات وقد اطلق راكبوها الزوامير والزغاريد، وهناك من أطل على الفضاء من سقوف المركبات وشبابيكها، ملوحاً بإشارة الفوز وزف البشائر بالاكتساح مقرنها بالقصيد والنشيد!.

وللاستهتار بكل قواعد السير، فإن هناك من امتطى مركبته معاكساً حركة المرور، دون أن يرف له جفن، ويتسبب بكارثة لا تحمد عقباها.

على أن هذه السلوكيات، وغيرها، وهي لم تقتصر على مادبا المدينة واللواء والمحافظة وأهلها، وهي التي تحتضن من خيرة الاردنيين الطيبين، ومن خيرة النخبة في الحكمة والوعي، فقد ساد على مستوى المملكة مناخ التشهير والتحقير عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكأن الاردنيين في حالة عداء، لا في تنافس على مقاعد مجلس نيابي، وقد شتمناه، قبل أن يبدأ، أيضاُ، حتى قيل عنا،وللأسف، بأنه لا غرابة لنا أن نرقص في بيت العزاء!.

اللهم أدم على الاردن والاردنيين النعم، وابعد عنه وعنا النقم.

مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/08 الساعة 16:42