مدار الساعة - الحمد لله القائل {قد أفلح من زكاها} [الشمس:9]، والصلاة والسلام على خير من هذب النفوس ورباها، أما بعد:
ففي زمن الحجر الصحي، والتباعد الاجتماعي الذي نعيشه نتيجة الوباء المنتشر تتجلى للمسلم عندما يخلو بنفسه معان مهمة، ومن أهمها: “حاجتنا الماسة إلى تربية نفوسنا وتزكيتها، وتلمس جوانب الضعف والخلل فيها والمسارعة إلى إصلاحها“.
فإن نفسك التي بين جنبيك هي رأس مالك الحقيقي، وهي أعظم ما تملك في هذه الدنيا؛ ففيها الخسارة وبها الربح!
وقد قال تعالى: {كل نفس بما كسبت رهينة}[المدثر:38] والمعنى: كل نفس بما كسبته من الأعمال مأخوذة فإما أن توبقها أعمالها – أي تهلكها–، وإما أن تخلصها وتنقذها من الهلاك [المختصر في التفسير]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتِقُها أو موبِقُها))[صحيح مسلم:223] أي: كل الناس يسعى: إما في طاعة الله فينقذ نفسه من النار، وإما في طاعة الشيطان وطاعة هواه فيهلكها بدخول النار.
وقال أبو الفتح البُستي في نونيته:
“أقبل على النفس واستكمل فضائلها / فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان“
وبداية إصلاح النفس إنما يكون بمعرفتك لنفسك، وخصالها، وعيوبها؛ قال عبدالله بن المبارك عن أصل الأدب وأُسه: “هو معرفة النفس“![الرسالة القشيرية: 2/448] وليس هذا بالأمر الهين بل صعب شاق؛ قال سهل التُستري: “معرفة النفس أخفى من معرفة العدو“![حلية الأولياء 10/201] لكن بصدق اللجوء إلى الله، والاستعانة به تتيسر الصعاب بإذن الله عز وجل.
ولمعرفة عيوب النفس وآفاتها طرائق ذكرها العلماء في كتبهم[مختصر منهاج القاصدين ص157] من أهمها: