مدار الساعة - أعلنت الدول الأوروبية الواحدة تلو الأخرى قيوداً جديدة لمواجهة فيروس كورونا المستجدّ الذي لا يكفّ عن التفشي، من الإغلاق التام في فرنسا وانكلترا إلى العزل الجزئي في البرتغال وصولاً إلى حظر التجوّل الليلي في إيطاليا مثلاً.
وأودت جائحة فيروس كورونا بحياة ما لا يقلّ عن 1,2 مليون شخص في العالم، وسُجّلت أعلى حصيلة وفيات (أكثر من 231 ألفاً) في الولايات المتحدة التي تترقب نتائج الانتخابات الرئاسية.
لكن أوروبا التي تسجّل أسرع تفشي للفيروس، أحصت أكثر من 11 مليون إصابة نصفها موزّعة بين فرنسا وإسبانيا وبريطانيا وروسيا التي سجّلت الأربعاء عدد إصابات ووفيات قياسي.
وستُغلق الثانويات وكذلك ستُقفل المراكز التجارية أبوابها في عطل نهاية الأسبوع.
وستُقسّم المناطق الإيطالية العشرون إلى مناطق خضراء وبرتقالية وحمراء بناءً على خطورة الوضع الوبائي فيها، وستُفرض في كل منطقة قيود متفاوتة.
وسجّلت إيطاليا أول دولة تفشى فيها الوباء في أوروبا في فبراير، أكثر من 39 ألف وفاة من أصل أكثر من 750 ألف إصابة.
وتقدّم الحانات الإنكليزية الأربعاء بقلق خدماتها الأخيرة قبل عزل يستمرّ شهراً على الأقل، إذ إنها سبق أن عانت من إغلاق دام أشهراً بسبب تفشي الوباء.
وفي حيّ سوهو الناشط في لندن، يتساءل جو كوران وهو صاحب حانة، عما سيحدث لشركته. ويقول لوكالة فرانس برس "سندفع ثمن ذلك على مدى سنوات. هذا الإغلاق سيكلّفنا آلاف" الجنيهات.
وحتى الثاني من كانون ديسمبر، سينبغي على المتاجر غير الأساسية في إنكلترا الإقفال فيما سيُسمح للمطاعم والحانات والمقاهي بتقديم فقط خدمات توصيل الطعام أو تسليم الطعام ليحمله الزبائن معهم بدون إمكانية الجلوس.
وستبقى المدارس مفتوحة في الدولة الأكثر تضرراً في أوروبا مع قرابة 47 ألف وفاة.
ويشمل العزل قرابة 70 في المئة من السكان البالغ عددهم حوالى عشرة ملايين وسيبقى سارياً لمدة لا تقلّ عن أسبوعين.
وبات العمل عن بعد إلزامياً لكن المدارس ستبقى مفتوحةً وكذلك المتاجر والمطاعم التي ينبغي أن تغلق أبوابها باكراً.
وفرضت النمسا التي شهدت اعتداء نفّذه متطرف وأسفر عن أربعة قتلى مساء الاثنين، حظر تجوّل ليلي وستُحدد اللقاءات الخاصة بأفراد أسرتين كحدّ أقصى.
وبالنسبة للمجر، فقدفرض رئيس الوزراء فكتور أوربان حال الطوارئ مجدداً ما يتيح له الحكم بموجب مرسوم، معرباً عن خشيته من اكتظاظ المستشفيات بحلول منتصف ديسمبر.
وفُرض حظر تجوّل اعتباراً من منتصف الليل وحتى الساعة الخامسة فجراً في البلاد. وجاءت نتيجة فحص كوفيد 19 أجراه وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو، إيجابية.
وتفرض تركيا من جهتها على المطاعم والأماكن الثقافية وعلى معظم المتاجر، إغلاق أبوابها قبل الساعة العاشرة مساء.
من جهتها، سجّلت روسيا من جهتها الأربعاء 19768 إصابة جديدة و389 وفاة إضافية، متجاوزةً بذلك أعداد قياسي سجّلتها قبل أيام.
لكن السلطات لا تزال تؤكد أنها لا تعتزم فرض تدابير عزل تام في البلاد التي سجّلت 1,693,454 إصابة و29,217 وفاة منذ بدء تفشي الوباء.
وفي وقت تشدد معظم الدولة الأوروبية القيود ما يثير غضب السكان، تُظهر فنلندا اتجاهاً مختلفاً تماماً فهي تسجّل تراجعاً في معدّل العدوى ويدعم السكان بشكل كبير القيود المفروضة.