لعب الورق ( الكوتشينة ) إن كان مقترنا بقمار فهو حرام قولا واحدا ، أما إن لم يقترن بقمار فاختلف العلماء فيه ، فمنهم من قال بالكراهة ، ومنهم من رجَّح الحرمة ؛ لأنه مضيعة للوقت ، وهذه اللعبة تفضي إلى العداوة والبغضاء كما أنها طريق للعب الميسر .
فالأولى بالمسلم أن يشغل نفسه بما ينفعه حتى في مجال اللعب ، فإن كان لا بد من اللعب بعض الوقت للتسلية وكان خاليا عن المحظورات فينبغي أن يكون وقت اللعب قصيرا جدا ، فهو في الغالب يفوت كثيرا من أفعال الخير ، ولا يخلو من الانجرار وراءه مما ينتج تضييع الواجبات، وعلى الزوج الكريم أن يراعي أنه لأهله حق ولأولاده حق ، وأن لجسمه حق أيضا ، وأن طول السهر يرهق البدن ما لم يكن في طاعة الله تعالى وما يقرب إليه.
ومع هذا فعلى الزوجة أن تنظر في أسباب انشغاله وبعده عن بيته ، فلتتفنن في اجتذابه بطرق مناسبة ولتتبع التدرج في إخراجه من عادة السهر وقضاء الأوقات خارج البيت بلا فائدة أو بلا داع. والله الموفق .
يقول الدكتور عبد الله الفقيه مشرف مركز الفتوى بالشبكة الإسلامية بقطر :
اللعب بالورق أو الكوتشينة إذا أدى إلى تضييع حق من الحقوق أو الصد عن فريضة من الفرائض كأن يتشاغل بها عن صلاة أو عن طاعة الوالدين أو غير ذلك مما أوجبه الله تعالى فإنها تكون محرمة عندئذ، وأما إن كانت لا تضيع حقا من الحقوق ولا تشغل عن طاعة الله فإن اللعب بها يكون من خوارم المروءة إذا أكثر الرجل منها.
هذا إذا كان اللعب بها من غير عوض فإن كان بعوض كان التحريم واضحاً، لأنها حينئذ ميسر والله تعالى يقول: (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون) [المائدة: 90].
ويقول فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد من علماء المملكة العربية السعودية :
والله أعلم .