أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات جامعات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الصادق الأمين في ذكرى مولده

مدار الساعة,شؤون دينية
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - في خضم الجاهلية الضاربة في أطناب الأرض جميعا، بزغ نور يخترق الظلام الذي خيم على المعمورة.. لقد بعث محمد صلى الله عليه وسلم.

أصيب المجتمع الجاهلي بهزة عنيفة بمبعث هذا الرجل، ففي الوقت الذي كانت فيه الشخصية العربية الممجدة هي الشخصية الأكثر قسوة وشدة والتي لا تحتكم إلا للسيف، ظهر محمد صلى الله عليه وسلم ذو الشخصية الفريدة التي كانت على غير مألوف العرب، فقد كان فيه قوة أهل الحق، وسماحة أهل الفضل، وكان فيه عزة من غير تكبر، ولين من غير ضعف، وثفة من غير اغترار.

وأما عن شجاعته.. فقد جاء عن صاحبه البراء بن عازب قوله: "كنا إذا احمر البأس نتقي به، وإن الشجاع منا من يحاذي به"، أي يحاذي رسول الله في موقفه في المعركة.

وقد لخصت امنا عائشة رضي الله عنها مجمل حاله عليه الصلاة والسلام بعبارة مختصرة موجزة فقالت: "كان خلقه القرآن".

لذلك ارتبك خصوم الدعوة وعصفت بهم رياح الحيرة والاضطراب في شأن المواجهة!! كيف السبيل إلى تكذيب هذا الرجل؟ فقد نشأ النبي صلوات ربي وسلامه عليه بين ظهرانيهم، ويعرفونه حق المعرفة، ويعلمون صدقه وأمانته، حتى إنهم لم يجدوا من قبل لقبا أكثر ملاءمة له وأصدق في التعبير عن حاله من لقب الصادق الأمين.

ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبعث إلا في سن الأربعين ـ أي أنه لبث فيهم أربعين سنة كاملة ولم يجربوا عليه في كل هذه السنوات الطوال ولو كذبة واحدة. ومقتضى العقل يشهد أن من كان ملازما للصدق في صغره فهو له في الكبر ألزم؛ ولذلك يقول ربنا تبارك وتعالى محفزا عقولنا على التفكير في هذا لمعنى: {قٌل لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ}(يونس:16).

فمن زعم أنه مرسل من عند الله إما أن يكون صادقا وإما أن يكون كاذبا، فإن كان صادقا كان من أفضل الناس وخيرهم وأبرهم وأتقاهم، وإن كان كاذبا فهو من شر الناس وأضلهم وأفجرهم، وذلك أنه من المحال أن يتجرأ ويكذب على الله سبحانه وتعالى دون أن يكون مستمرئا للكذب على الناس.. فالتفريق بين الطرفين المتنافرين المتباعدين أسهل من التفريق بين الطرفين المتقاربين.

لقد كان صدق دعوى النبوة أمرا مستيقنا لا يتمارى فيه اثنان من خصوم الدعوة في مكة، ولكن حال تقليد الآباء والتعصب للجاهلية بينهم وبين شرف اتباع النبي صلى الله عليه وسلم، برغم إقرارهم بنزاهته وأمانته..

مدار الساعة ـ