أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات وفيات جامعات أحزاب وظائف للأردنيين رياضة مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

بلال خماش يكتب: مولد محمد بن عبد الله رسول الإسلام عيد للعالمين

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ
حجم الخط

يحتفل أصحاب الرسالات السماوية السابقة اليهودية والمسيحية حتى يومنا هذا بتواريخ ميلاد أنبيائهم وأحداث مهمة حدثت من قبل أنبيائهم، ألا يحق لنا نحن المسلمين أن نحتفل بميلاد نبينا محمد عليه الصلاة والسلام نبي العالمين وخاتم الأنبياء والمرسلين والذي أرسل رحمة للعالمين (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين(الأنبياء: 107))؟!.

يصادف اليوم الخميس 29/10/2020م الموافق 12 ربيع الأول 1442هـ تاريخ ميلاد رسول الإسلام محمد بن عبد الله القرشي العربي الأصيل الصادق الأمين كما عرف من قبل البعثة بين عشيرته وأهل مكة أجمعين.

ولد في مكة المكرمة بِشعب بني هاشم وكان ذلك في يوم الاثنين على الأصح، كما ورد في حديثه صلى الله عليه وسلم، عندما سُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ الاثْنَيْنِ؟ قالَ: ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ.

لم يكن مولده حدثًا عاديًا، ولم يكن مولده كأي ميلاد عادي، بل سبقه من المؤشرات والدلائل الكثيرة.

وقد ذكرتها "سيرة ابن هشام" و"السيرة الحلبية" و"البداية والنهاية" وغيرها وأول هذه العلامات أن جده عبد المطلب حدًّث كاهنة وعرًّافة يهودية أنه رأى في المنام شجرة تنبت قد نال رأسها السماء وضربت بأغصانها المشرق والمغرب ونورها أزهر من نور الشمس بسبعين ضعفاً، ورأيت العرب والعجم ساجدين لها وهي تزداد كل ساعة عظما ونورا وارتفاع، ساعة تخفى وساعة تزهر، ورأيت رهطا من قريش قد تعلقوا بأغصانها، ورأيت قوما من قريش يريدون قطعها، فإذا دنوا منها أخَّرَهم شاب لم أر قط أحسن منه وجها ولا أطيب منه ريحا فيكسر أظهرهم، ويقلع أعينهم.

فرفعت يدي لا تناول منها نصيبًا، فمنعني الشاب فقلت لمن النصيب؟ فقال النصيب لهؤلاء الذين تعلقوا بها وسبقوك إليها.

ويقول عبدالمطلب فانتبهت مذعورًا فزعًا فرأيت وجه الكاهنة قد تغير، ثم قالت: لئن صدقت رؤياك ليخرجن من صلبك رجلا يملك المشرق والمغرب ويدين له الناس.

وعلامة أخرى نور في وجه أبيه ينتقل لأمه، فعندما تزوج عبدالله أبو النبي صلى الله عليه وآله وسلم السيدة آمنة انتقل نور كان في وجهه إلى وجهها.

والدليل على ذلك أنه لما انطلق عبد المطلب بابنه عبد الله ليزوجه، مر به على كاهنة من أهل تبالة متهودة قد قرأت الكتب، يقال لها فاطمة بنت مر الخثعمية، فرأت نور النبوة في وجه عبد الله فقالت له: يا فتى هل لك أن تقع علي الآن وأعطيك مائة من الإبل؟.

فقال عبد الله أما الحرام فالممات دونه والحل لا حل فأستبينه فكيف بالأمر الذي تبغينه يحمي الكريم عرضه ودينه.

ثم مضى مع أبيه فزوجه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة فأقام عندها ثلاثًا، ثم تعجب عبد الله من فعل الكاهنة التي طلبت منه أن يواقعها فأتاها فقالت له: ما صنعت بعدي فأخبرها، فقالت: والله ما أنا بصاحبة ريبة، ولكني رأيت في وجهك نوراً فأردت أن يكون فِيَّ، وأبى الله إلا أن يجعله حيث أراد.

ومن العلامات الأخرى ما قاله حسان بن ثابت رضي الله عنه الذي حكى تلك الواقعة التي شهدها بنفسه فيقول: والله إني لغلام يفعة، ابن سبع سنين أو ثمان، أعقل كل ما سمعت، إذ سمعت يهوديًا يصرخ بأعلى صوته على أطمة بيثرب (المدينة المنوره): يا معشر يهود، حتى إذا اجتمعوا إليه، قالوا له: ويلك ما لك؟ قال: طلع الليلة نجم أحمد الذي ولد به.

ومن العلامات أيضاً، خروج نورٍ من أُمّه عند ولادته أضاء قُصور الشام لقوله عليه الصلاة والسلام: إنِّي عندَ اللهِ مَكتوبٌ بخاتَمِ النَّبيِّينَ، وإنَّ آدَمَ لِمُنْجَدِلٌ في طينتِه، وسأُخبِرُكم بأوَّلِ ذلك: دعوةُ أبي إبراهيمَ، وبِشارةُ عيسى، ورؤيا أمِّي الَّتي رأَتْ حينَ وضَعَتْني أنَّه خرَج منها نورٌ أضاءَتْ لها منه قصورُ الشَّامِ.

ثمَّ وضَعْتُه فما وقَع كما يقَعُ الصِّبيانُ وقَع واضعًا يدَيه على الأرضِ رافعًا رأسَه إلى السَّماءِ، ومن العلامات الأخرى إرتجاج إيوان كسرى، وسُقوط أربع عشرة شرفةً منه، وانطفاء نار المجوس، وغوص بُحيرة ساوة، وانهدام المعابد حولها ... إلخ من الأحداث التي تبشر بإبطال الباطل وقدوم الحق للعالمين.

وبالفعل الحلم الذي حلمه جده عبد المطلب ما زال يتحقق حتى يومنا هذا فأغصان الشجرة تصل للمغرب والمشرق (فالإسلام أسرع الأديان إنتشاراً في العالم) وكذلك هناك من يريد قطع الشجرة من أعداء الرسول والإسلام والمسلمين أمثال مانويل ماكرون وغيره.

وبالفعل كما قالت العرَّافة والكاهنة اليهودية أن النبي محمد يملك المشرق والمغرب بمحبة الناس له وبدخول دينه طوعاً وليس كرهاً.

وكما هو متوقع من قبل أهل الرسالات السماوية السابقة وكما ذكرنا سابقاً أن أوروبا ودول العالم بأسره سيدينون بدين الإسلام خلال السنوات القادمة أبى من أبى ورضي من رضي. فكل عام والأمة الإسلامية والعربية والناس أجمعين بكل خير بهذه المناسبة وعساهم جميعا من عواده.

مدار الساعة ـ