مدار الساعة - لم يعد العالم يتعامل مع كورونا كفيروس بمفهومه الطبي وتفسيره العلمي وإنما تحول الفيروس إلى موضوع يخاطب حياة الناس وبناهم النفسية بعد أن بات جزءاً من لازمتنا اليومية.
نحن اليوم نتحدث عن كورونا -وليس كوفيد19- كذات فاعلة غيرت من شكل الحياة وفرضت نفسها عليها ولا يزال لديها خطط للسيطرة على العالم. حولت خيالاتنا كورونا إلى كائن له ذات عاقلة يخضع لحكمنا الأخلاقي وانطباعاتنا الشخصية. فتارة يُصوّر كورونا كذات غير أخلاقية جاءت لتفتك بالبشرية دون رحمة، وأحياناً كذات حكيمة جاءت لتنقذ العالم وتكشف زيفه وتعطيه درساً في التواضع.
ولأن الإنسان لا يطيق الحديث عن كائن لا وجه له، فإنه يحول فيروسا -لا يُرى بالعين المجردة- إلى أيقونة لها ملامحها ومشاعرها التي تعبر عنه متمثلة في عالمه المحسوس. وإن كان موضوع كورونا قد شكل تحدياغ للجميع فقد استطاع خلق عالم خاص للأطفال الذين استطاعوا من خلال الرسم والألوان الكشف عن بعض ما في هذا العالم من قصص وأساطير وتفاعلات ومشاعر.
شارك المتطوعون رسومات أطفالهم مرفقا بتسجيل صوتي أو مقطع فيديو لحوار الطفل مع أهله يشرح من خلاله رسمته ويقدم سرديته الخاصة عن كورونا. أكدت هذه التسجيلات أن لدى الطفل شيء ليقوله عن كورونا وما يحدث حوله، بالإضافة إلى أنها كانت فرصة مهمة للأطفال ليعبروا عن أنفسهم من خلال حوار صحي يعطيهم الفرصة للتعبير عن أنفسهم.
يتعامل الأطفال مع هذا العالم المعقد بطريقة عملية ويتفاعلون مع مسؤولياتهم اتجاه ما يحدث حولهم ويغيرون من سقف توقعاتهم بما يتناسب مع ظروفهم. فالأطفال ليسوا فقط متلقين لمؤثرات الكبار، بل هم أيضا فاعلين مشاركين في هذا العالم وإن كانت فاعليتهم تقتصر أحيانا على أدوات بسيطة يمتلكونها كالقلم والألوان.
رصد