مدار الساعة - لقمـان إسكنـدر - هل ظَلَمَ الربيع العربي سمير الرفاعي؟ يرغب المقربون منه أن يُقال: إنه ظلم. إنهم يجاملونه. فالحق انه لم يُظلم، لكن هل أخذ حصّته بالكامل، كما فعل نظراؤه الآخرون على الأقل؟ هنا الإجابة لا. وإن شئت استمع إلى برنامج الرجل الاقتصادي والسياسي؛ ستدرك أن لديه ما يقوله، أو قل لديه خطة غير تلك المتوحشة التي لدى الآخرين.
الحق أن مناخات الربيع العربي فرضت نفسها في زمن رئيس الوزراء سمير الرفاعي على الجميع. فاستقال، أو أُجبر على الاستقالة. لا فرق. حينها لو جاء من جاء، كان عليه أن يستقيل.
المدّ كان هدّاراً، وعلى الماسك بطرف الشعرة أن يرخيها للناس. وهذا ما أفقده الفرصة على تطبيق ما يؤمن به، سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي.
وأنت تسمع للرجل تدرك أن لديه خطة اقتصادية على النقيض تماماً مما يجري اعتماده اليوم.
نحن هنا نتحدث بشكل خاص عن الضرائب، وإنعاش الاقتصاد، عبر أدوات وآليات يرفض نظراؤه من المسؤولين الاقتراب منها.
على النقيض من النهج المتبع اليوم، أو قل على النقيض من اللا نهج الذي اتبعته حكومة هاني الملقي، و"تسبيلة" العيون الاقتصادية التي اعتمدتها حكومة عمر الرزاز، يؤمن الرفاعي أن ما على الحكومة فعله في شأن الضرائب - على سبيل المثال - هو تخفيضها، وليس بمضاعفتها على الناس شهراً بعد شهر، سرّاً وعلانية.
الفكر الاقتصادي الذي يؤمن به الرفاعي يقوم على أعمدة ستضطر فيها الحكومة لاتخاذ قرارات مُرّة، لكنها، هذه المرة، ليست مُرّة على الناس، بل على الدولة ومؤسساتها.
ما يعنيه ذلك إن الأدوات والإجراءات ستعمل على الضغط على مؤسسات الدولة، وليس على المواطن، في انتظار ولادة سياسة ضريبية جديدة تؤتي أكلها.
هكذا: الضغط على "الأعلى"، فالقرارات المُرة، يجب أن تكون مُرّة على الحكومة ومجلس النواب وباقي مؤسسات الدولة، وليست على الناس.
"اتركوا الناس بحالها فقد شبعت كفوف". هذا ما يؤمن به الرجل. لكن أليس هذا تنظيراً فائق الحلم؟
لا. نحن أمام سياسة ضريبية تعتمد في كلمة سرها على عنوان أن تخفيض الضرائب هي الوسيلة الوحيدة التي يمكن معها النهوض بالاقتصاد من دون أن يطلق على ذلك حكومة نهضة مثلا.
على العموم، من المنتظر أن يحاول الرفاعي، وهو يقف اليوم في المثلث السحري الذي يقف فيه، أن يفعل شيئا ما. ليس بشأن خطة الاقتصاد فهذه للحكومة، لكن بالطبع هناك ما يمكن فعله.