مدار الساعة - كتب: د.سامي علي العموش
أن تتصف الحكومة بالمرونة وسرعة الاستجابة للرأي العام وتعدل وتصحح وأن تأخذ من كافة المصادر والمرجعيات، هذا بحد ذاته قوه تحسب لها ولا تحسب عليها فقد أحسنت الحكومة صنعاً عندما استجابت لإعطاء المصلين فرصة للصلاة ضمن وقت محدد بالرغم من الظروف الملمة بفايروس الكورونا وتبعاته المختلفة فلو لم تفعل ذلك لشتمت الحكومة واتهمت بأشياء.... واشياء هي بعيدة عنها كل البعد، كون هناك في هذا الوقت جهات كثيرة تعمل لصالح أجندة قد تكون انتخابية أو غيرها فقد عملت هذه الحكومة على تنفيس هذا البالون الممتلئ أصلاً وبحكم الظرف والمصلحة ممتطين هذه القضية.
أما القضية الثانية فهي دور الحضانة وما صاحب ذلك من لغط فالحكومة تريد المحافظة على الصحة كونها أولوية والموظفة تريد حلاً لأطفالها والحوار ما بين مد وجزر ماذا نفعل وجاءت الإجابة سريعة بعد دراسة كافة جوانبها من الجهات المعنية بأن نبقي على دور الحضانة ضمن ظروف صحية واحتياطات، بالإضافة إلى قرارات ساعدت بأن يكون دوام السيدات ممن لديهم أطفالاً عبر وسائل التواصل، وكذلك الاحتفاظ بنسبة 50% من العاملين بالقطاع المعني في الدوام، هذه تسجل للحكومة بالمرونة والاستجابة وسرعة الرد وعدم ترك المواضيع معلقة فإنني أقول إنها بداية ايجابية لحكومة قرارات وقد لا يعجب البعض ما أقول، ولكن هذه حقائق على أرض الواقع فحكومات اليوم لا تصدر قرارات ذات أمد طويل في ظل الجائحة لكنها تؤثر وتتأثر بالبيئة المحيطة تعديلاً وتصويباً وإلغاءاً لكثير من القرارات التي تحتاج ذلك.
وفي مجالات أخرى نتمنى من الحكومة أن تكون مبادرة في القضايا الاقتصادية والمالية وما يخص جيب المواطن وقضايا البنوك والفوائد والجدولة في ظل هذه الجائحة، فالأصل أن هذه التحديات تصنع فرصاً جديدة ذات مواصفات مختلفة فظرف اليوم غير ظرف الأمس وما كان مفروضاً في الأمس يصبح ملغياً اليوم بحكم الظرف فنحن نتعامل مع جائحة تجتاح العالم ونحن جزء منه والحكومة التي لا تملك عظاماً لها في الشارع بحيث تكون متواصلة مع كافة الشرائح ببساطة ويسر وتوضح ما هي مقدمة عليه في قادم الأيام عبر مؤسسات كثيرة منها الأكاديمية على مستوى الجامعات من خلال ندوات متلفزة يستطيع المواطن من خلالها فهم ما يجري وأن يكون للإعلام دور بارز لا يتصف بالفوقية وعدم المصداقية، لا بل يكون قريباً شفافاً مبيناً مقنعاً أي تغيير النهج الإعلامي المتوارث فهنا أعتقد أن الحكومة ستكون لها بداية جيدة تعمل على ترميم وتجسير الفجوة مع المواطنين والشارع بشكل عام، وبغض النظر عن القرارات فالأصل ألا تسقط هذه القرارات في مظلة من السماء ولكن تكون متدرجة يستطيع المواطن فهمها وإدراكها والتعامل معها وإبداء الرأي كما حصل في بعض القرارات المشار إليها أعلاه.
دولة الرئيس.... هناك بعض الجهات التي تؤجج بعض القضايا التي لا تحتاج إلى إشغال الشارع بها مثل قضية الفصل العاملين الإداريين والأكاديميين في جامعة اليرموك من حيث استحقاقهم لمقاعد لأبنائهم فالكل يعمل على بناء الوطن ومن حق من يعمل على بوابة الجامعة أن يحصل على مكتسبات كما هي للرجل الأكاديمي فلولا الأول لما انتظم الطلبة في الجامعة والقاعات والثاني له دور التطوير والتحديث فالكل مكمل لبعضه البعض وعليه فالعدالة يجب أن تعم الجميع بكل بساطة.
أما ما يطرحه بعض أصحاب الأقلام بأنه سيكون هناك تعديل للحكومة حال اجتماع المجلس بعد إجراء الانتخابات فهذا ليس تبصيراً وإنما استحقاقاً يجريه جلالة الملك لما تقتضيه طبيعة المرحلة فالكل يصدع للدستور والتوجيهات الملكية ضمن أسس واضحة تبين استشراق المستقبل للمرحلة القادمة، فأعانكم الله لحمل ثقل المسؤولية في ظل هذا الظرف الدقيق وثقة سيد البلاد.
