مدار الساعة - أطلقت مجموعة من أولياء الأمور لطلاب في مختلف المراحل الصفية في المدارس الأردنية،مبادرة " حقي أتعلم في مدرستي" للمطالبة بعدم إغلاق المدارس وإعادة الطلاب الى مقاعدهم الصفية ومدارسهم حفاظا على صحتهم الجسدية والعقلية والنفسية وحفاظا على سلامة الأسرة الاردنية والمجتمع الأردني ككل.
كما أن توصيات المركز العالمي للتحكم بالأمراض توضح بأن الإصابات في الأطفال تقل عن ٥-٨٪ من عدد الحالات كاملاً، وأغلبها تمر دون ظهور أعراض أو بأعراض طفيفة جدا لا تحتاج الى دخول المستشفى، كما أثبتت ان فتح المدارس لم يؤثر سلبا على الوضع الوبائي في الدول التي تم فيها عودة التعليم الوجاهي حيث أن العدوى من طفل لآخر شبه أن تكون غير واردة واحتمالية نقل العدوى من البالغين لبعضهم و للأطفال تفوق قدرة الأطفال بخمسة أضعاف.
وقد أثبتت الدراسات التي نشرت في الـ BMJ أن إغلاق المدارس بالذات لن يحسن الوضع الوبائي العام، وعلى العكس قد يؤجل المنحنى مما قد يزيد عدد الحالات الصعبة والوفيات مستقبلا؛ لذلك توجهت منظمة الصحة العالمية ومركز التحكم بالأمراض العالمي (CDC and WHO) الى الخروج بتوصيات كيفية فتح المدارس بطرق آمنة توفر سبل الوقاية والمحافظة على الصحة العامة.
أما في مجال الصحة النفسية والتربوية، فإن غياب عنصر التفاعل البشري للأطفال مع زملائهم يؤثر سلبا على صحتهم النفسية والعقلية، ويؤخر نمائهم العقلي والعاطفي، وقد يؤدي الى زيادة فرص الاكتىئاب و العصبية المفرطة.
وما يفاقم ذلك المشاكل التقنية التي تصاحب التعلم عن بعد من حيث توفر شبكات الإنترنت والأجهزة بسبب غلائها أو صعوبة الوصول اليها من قبل سكان المحافظات البعيدة.
ولا بد من الإشارة إلى الحقيقة التي يدركها التربويون، والأهل على السواء، وهي غياب عامل التحفيز والإثارة والتشويق في غالبية أنظمة التعلم عن بعد المستخدمة حاليا للأطفال، ما يضطر الأهل إلى استخدام وسائل الضغط ووسائل الترهيب والترغيب لفرض ربط الطالب بهذه الدروس.
وتجد المبادرة انه ولا شك أن الكثير منا يدرك المشاكل الاجتماعية والاقتصادية للأسر الأردنية التي ترافق التعلم عن بعد، فهناك الكلفة المادية التي تترتب على هذه الأسر من حيث توفير الأجهزة ووسائل الاتصال الالكتروني، وقدرة الأهل على تنظيم العملية التعليمية بقدرتهم المحدودة ماديا وعلميا وبالذات عند وجود عدة أطفال في الأسرة الواحدة، وقد يلجأ أحد الأبوين العاملين الى ترك العمل رغم حاجته، وذلك بسبب عدم قدرته على تنظيم العمل والتدريس أو العمل من المنزل في نفس الوقت.
المدارس الخاصة:
تقسم المدارس الخاصة الى قسمين :
1- ) المدارس التي توفر سبل التباعد بين الطلاب، الموظفين و الكادر التعليمي، يترك الخيار للمدرسة باللجوء الى التعلم الوجاهي لكافة المراحل و ضمان اعتماد نظام الفقاعة (bubble) حيث أن هذا النظام اعتمد في عدة من دول أوروبا و اثبت فعاليته بالحد من اختلاط المجموعات ببعضها
2- المدارس الأصغر مساحة قد تلجأ الى التقييم من ذوي الخبرة بتقدير المساحة و أخذ قرار الدوام الكامل أم الهجين (hybrid/ blended) وذلك باعتماد ٣ ايام مقابل يومين كمزيج من الدوام الوجاهي وعن بعد، إما حسب المرحلة الصفية أو لجميع الصفوف؛ و المقترح كالتالي:
- دوام الصفوف الاولى و رياض الأطفال بالاضافة الى التوجيهي و المراحل المصيرية ل٣ أيام وجاهية و الصفوف من خامس الى حادي عشر يومين وجاهيين و يتم تقسيم الطلاب الى مجموعتين اذا كان عددهم كبير و ذلك باستعمال الغرف الصفية الخالية من المراحل الأخرى، يترتب على هذا وضع برنامجين للحصص لكل مرحلة لتغطية المجموعتين و قد يستدعي ذلك بعض الجهد الاضافي من المعلمين لإعادة الشرح مرتين و يتم تسهيل ذلك بتقصير مدة الحصة الصفية و اختصار الفرص و ذلك يضمن عدم مغادرة الطلاب صفوفهم و الاختلاط مع غيرهم
عند اللجوء لهذا المقترح يفضّل التوجه الى شرح المواد الأساسية مثل اللغة العربية والإنجليزية والرياضيات والعلوم وجاهيا بينما تتم دراسة المواد الأدبية مثل الدين والتربية الوطنية و غيرها عن طريق المنصات المدرسية أو منصة درسك؛ ويفضّل أيضا اللجوء الى تسليم الواجبات عن طريق المنصات في حال توفرها.
- المقترح الثاني ان تتم عملية التناوب بين كل الصفوف بتساوي يومين: ٣ ايام او تناوب اسبوعي، حيث يتم التركيز وجاهيا على المواد التي تستدعي تفاعلا بين الطالب و المعلم او الطلاب بين بعضهم.
- يتم تقديم الامتحانات وجاهيا على مراحل و يفضّل اختصار امتحانات الأشهر بتقييم واحد و يلحق بالتقييم النهائي
المدارس الحكومية:
قد تستدعي جميع المدارس اللجوء الى النظام الهجين بالتناوب لضيق المساحة وازدياد عدد الطلاب مما يعيق ضمان التباعد الجسدي، يستدعي ذلك التزاما من ادارات المدارس كافة و التعهد منهم و أولياء الأمور بالالتزام باجراءات السلامة من حيث التباعد، النظافة و لبس الكمامة
مدارس وكالة الغوث ومدارس الثقافة العسكرية:
أو الطلاب الذين لا يستطيعون الدخول الى المنصات، يفضّل تنظيم برنامج مخصص لعودتهم الى التعلم الوجاهي باختصار عدد الأيام او التناوب الأسبوع.
أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة أو صعوبات التعلم
التعليم الوجاهي هو حلهم الوحيد و لذلك يجب أن يتم الدوام يوميا ، وهم بطبيعة الحال موزعون بمجموعات صغيرة توفر سبل التباعد الجسدي.
و فيما يختص ببروتوكول المتخذ عند اكتشاف حالة كورونا في المدرسة، استنادا الى توصيات لجنة الأوبئة و تجارب الدول الأخرى يترتب عزل صف المصاب و فحص مخالطينه من الدرجة الاولى و اذا ظهرت سلبية النتائج، يعود الطلاب الى الدوام خلال ٤٨ ساعة بينما في حال إيجابية أي من المخالطين، يخضع الصف الى حجر لمدة ٧-١٤ يوما و يتم تحولهم الى التعلم عن بعد
و في حال وجود اي اخوة في مراحل اخرى يتم فحص الأخوة و في حال سلبية النتائج، يستكمل الدوام بالصورة المعتادة، و في حال إيجابية النتائج يخضع لبروتوكول الإصابة. و في حال وجود إصابة يتم تعقيم كافة المرافق المستعملة من قبل المصاب من دورات مياه و حافلات و غيرها
https://in.reuters.com/article/health-coronavirus-schools/no-clear-link-between-school-opening-and-covid-surge-study-finds-idUKL8N2GQ2UV
https://www.bmj.com/content/371/bmj.m3588
https://www.ecdc.europa.eu/en/publications-data/children-and-school-settings-covid-19-transmission
https://www.thelancet.com/action/showPdf?pii=S2352-4642%2820%2930095-X