الساعة- قالت رئاسة الجمهورية في مصر إن الرئيس عبد الفتاح السيسي تعهد خلال اجتماع أمني مصغر عقده صباح اليوم الاثنين بضبط مرتكبي التفجير الذي وقع في كنيسة ملحقة بمقر كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس في مصر أمس الأحد وأودى بحياة 24 شخصا وتقديمهم للعدالة.
وبالتزامن مع هذا الاجتماع ترأس البابا تواضروس الثاني بابا الأقباط الأرثوذكس صلاة الجنازة على ضحايا التفجير الذي استهدف المصلين أثناء قداس الأحد الصباحي في الكنيسة البطرسية الملحقة بالكاتدرائية في حي العباسية وأسفر أيضا عن إصابة 49 شخصا.
وقطع البابا تواضروس أمس الأحد زيارة لليونان بعد وقوع التفجير الذي أثار إدانة دولية ومحلية واسعة.
وقالت رئاسة الجمهورية في بيان صباح اليوم الاثنين إن السيسي عقد اجتماعا أمنيا مصغرا "لمتابعة الموقف الأمني في ضوء الحادث الإرهابي الغاشم الذي استهدف أمس الكنيسة البطرسية بالعباسية".
وأضافت أن الاجتماع عقد بمشاركة رئيس الوزراء شريف إسماعيل ووزير الدفاع صدقي صبحي ووزير الداخلية مجدي عبد الغفار ومدير إدارة المخابرات الحربية ورئيس هيئة الأمن القومي ورئيس جهاز الأمن الوطني.
وجاء في بيان صدر في وقت لاحق أن السيسي أكد خلال الاجتماع "على ضرورة مضاعفة الجهود من أجل سرعة القبض على مرتكبي الحادث وتقديمهم إلى العدالة في أسرع وقت.. مؤكداً على أن الدولة عازمة على القصاص لضحايا هذا الحادث من المصريين الأبرياء".
وأضاف البيان أن السيسي اطلع "على تقرير حول الإجراءات التي تقوم بها القوات المسلحة وقوات الشرطة لمكافحة العناصر والخلايا الإرهابية في مختلف أنحاء الجمهورية وترسيخ الأمن والاستقرار فيها".
وأقيمت صلاة الجنازة في كنيسة بحي مدينة نصر في شمال شرق القاهرة واقتصرت المشاركة فيه على أسر القتلى وعدد من رجال الدين المسيحي وعدد من الشخصيات المسيحية البارزة. وكان أغلب القتلى من النساء.
وأظهر بث تلفزيوني للصلوات البابا تواضروس وهو يقف أمام نعوش القتلى ويتلو صلوات على أرواحهم وبدت عليه علامات الحزن الشديد وظهر أكثر من مرة وهو يبكي مطأطئ الرأس وقد استند بيديه على عصاه.
وقال البابا تواضروس في كلمة للمشاركين في صلاة الجنازة إن "المصاب يا أحبائي ليس مصابا في الكنيسة ولكن مصاب لكل للوطن ولكل مصر".
وأضاف أن "الذي يفعل هذا لا ينتمي لمصر على الإطلاق حتى ولو كان على أرضها لا ينتمي إليها ولا أرضها ولا حضارتها".
وأمس الأحد دعا بابا الأقباط الأرثوذكس الشعب المصري إلى الحفاظ على وحدته بعد الحادث.
وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن المسيحيين يشكلون نحو عشرة بالمئة من إجمالي سكان مصر الذين يتجاوز عددهم 92 مليون نسمة.
ومن المقرر أن تعقد جنازة رسمية للقتلى يشارك فيها السيسي والبابا تواضروس وعدد من المسؤولين في وقت لاحق اليوم.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها حتى الآن عن التفجير وهو الأكبر من نوعه والأحدث في سلسلة هجمات وقعت منذ إعلان الجيش عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في منتصف عام 2013.
وقتل المئات من رجال الجيش والشرطة في هذه الهجمات أغلبهم في محافظة شمال سيناء. وقال الجيش إنه قتل مئات من المتشددين بشمال سيناء في حملة تشارك فيها الشرطة.
وكان ستة من رجال الشرطة بينهم ضابطان قد قتلوا يوم الجمعة في انفجار بمدينة الجيزة المجاورة للعاصمة المصرية.
وأعلنت جماعة تسمي نفسها حركة سواعد مصر (حسم) مسؤوليتها عن هجوم الجيزة.
وقتل أيضا مدني وأصيب ثلاثة رجال شرطة في انفجار عبوة ناسفة في محافظة كفر الشيخ في شمال البلاد في نفس اليوم.
وتقول وزارة الداخلية إن حسم جناح مسلح لجماعة الإخوان المسلمين التي حكمت مصر بعد انتفاضة 2011 لكن الجماعة تقول إنها لا صلة لها بالعنف.
وقالت حسم في بيان نشر على الإنترنت أمس الأحد إنها لا صلة لها بالهجوم. وفي المقابل عبرت صفحات لموالين لتنظيم داعش في مواقع التواصل الاجتماعي عن الابتهاج لوقوع الهجوم.-(رويترز)