فلو كثر الغش في الامتحانات بين الطلاب كما ذكرت، وتهيأت للكثير منهم أسبابه، فهذا لا يبيحه، ولا يسوغه، بل على المرء أن يجتهد في دراسته، وأن يتجنب الغش فيها جملة وتفصيلا، فقد حرم الإسلام الغش لما فيه من المخادعة والتدليس على الغير، وقد ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: من غشنا فليس منا. أخرجه مسلم عن أبي هريرة وأخرج الطبراني أيضا: من غشنا فليس منا، والمكر والخداع في النار.
وهذا يعم كل غش، وكل خديعة، وكل مكر، في أي مجال كان، وفي حق أي شخص، كما يتبين من ألفاظ الحديث.
وبهذا تعلمين أن الغش في الامتحانات خلق ذميم ومحرم، ثم إن الطالب الذي يجتاز الامتحان سيحصل على شهادة، وبموجب هذه الشهادة يتولى مسؤولية، إما في التعليم، أو الطب، أو الهندسة، أو الإدارة، أو غير ذلك، ويصبح مؤتمنا على ما تولى، وكيف يصح له أن يتولى عملاً لا يتقنه، إنما حصل على أسبابه بالغش والخديعة؟
هذا ظلم لنفسه، وظلم وخيانة لعموم الأمة، فالغش في الامتحانات أعظم من الغش في كثير من المعاملات. والكل محرم.
والله أعلم.