مدار الساعة - قال ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان آل سعود، إن المملكة لن تلدغ مرة ثانية من إيران، وتدرك أنها هدف رئيسي للنظام الإيراني "الذي يستهدف قبلة المسلمين".
جاء ذلك خلال لقاء له يبث، مساء الثلاثاء، على قناة "العربية"، والتلفزيون السعودي، أجراه الإعلامي في قناة "MBC" داود الشريان.
وأشار ولي ولي العهد السعودي إلى أن المملكة هي ثالث أكبر بلد في العالم في الإنفاق على التسليح العسكري، مضيفاً: "نعمل على دعم قطاع التصنيع العسكري"، وأنه "لا صفقة سلاح إذا لم تشمل محتوى محلياً".
أما ثاني بند في التصنيع المحلي فهو صناعة السيارات، بحسب الأمير بن سلمان، الذي أضاف: "نركز على رفع المحتوى المحلي في صناعة السيارات".
- حرب اليمن تستعيد 80-85% من الأراضي
وعن عمليات التحالف العربي في اليمن لدعم الشرعية، أكد ولي ولي العهد السعودي أن الدخول في الحرب في اليمن لم تكن خياراً بالنسبة للسعودية.
وشدد بن سلمان على أن "قوات التحالف العربي قادرة على اجتثاث مليشيات الحوثي وصالح في أيام قليلة"، لكنه أشار إلى أن ذلك سوف يكون باهظ الثمن من ناحية التكلفة البشرية، سواء في السعودية أو اليمن.
وبين بن سلمان أن "الشرعية اليمنية باتت تسيطر على 80-85% من الأراضي".
وحول ما يشاع عن خلاف سعودي - إماراتي، أوضح بن سلمان أنها "شائعات تهدف إلى تفكيك التحالف العربي".
وشدد على أن التأخر في التدخل في اليمن "كان سيفاقم من أخطار الانقلابيين"، وأن التحالف العربي "حقق إنجازاً يفوق ما حققه التحالف الدولي في سوريا والعراق بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية".
- رؤية 2030 تحقق مفاجآت
وفي الحديث عن الأوضاع الداخلية، وأثر "رؤية 2030" على الاقتصاد السعودي بعد عام من إطلاقها، ذكر ولي ولي العهد أن "الرؤية تنفذ عبر برامج تنقسم على مدد زمنية مختلفة"، مشيراً إلى أنه قد تمت "مضاعفة الإيرادات غير النفطية خلال العامين الماضيين".
وأضاف أن "الاقتصاد السعودي لم يدخل في مرحلة انكماش رغم انخفاض أسعار النفط"، مضيفاً أن "انخفاض أسعار النفط في الماضي أدى لارتفاع البطالة والتضخم"، متوقعاً "انخفاض نسبة البطالة إلى 7% وفق رؤية 2030".
وكشف بن سلمان أن "إيرادات السعودية غير النفطية تضاعفت في العامين الماضيين من 111 مليار ريال إلى 200 مليار".
وتابع قائلاً: "حافظنا على الكثير من المؤشرات الاقتصادية بشكل جيد رغم انخفاض النفط"، مشيراً إلى ارتفاع فرق المتوقع من الإيرادات غير النفطية في الربع الأول من 2017.
وبيّن ولي ولي العهد أن صندوق الاستثمارات العامة أدخل المليارات لخزينة الدولة للمرة الأولى، مضيفاً أنه "إذا مررنا بمرحلة حرجة مرة أخرى فسنعود للإجراءات التقشفية، وأن برنامج "حساب المواطن" يهدف لتعويض المواطنين عن أي ارتفاع في أسعار الخدمات، ونحاول أن تشمل مساعدات الدعم أكبر شرائح ممكنة من المجتمع، ونعمل على إعادة هيكلة شركات صندوق الاستثمارات العامة".
وعن الترفيه والسياحة أوضح بن سلمان أن "السعوديين ينفقون 22 مليار دولار سنوياً على الترفيه في الخارج"، مشيراً إلى أنه "لم تكن هناك رؤية استراتيجية لتطوير الطيران في السعودية".
وعن التجارة الدولية، قال ولي ولي العهد السعودي: "13% من التجارة العالمية تمر في البحر الأحمر ولا نقدم لها أي خدمات"، مضيفاً: "ماضون في تنفيذ مشروع جسر الملك سلمان إلى شمال سيناء".
وأشار إلى أنه "سيكون هناك مئات الآلاف من الوحدات السكانية المجانية للمواطنين، إضافة إلى توفير أكثر من مليون وحدة سكنية بأسعار ميسرة".
وعن عملاق النفط العالمي شركة "أرامكو" السعودية، أشار بن سلمان إلى نية الحكومة طرح 5% من أسهمها في العام 2018.
وبين أن أهم عنصر من صندوق الاستثمارات العامة هو طرح أسهم "أرامكو"، التي ستوفر سيولة نقدية ضخمة لدعم صندوق الاستثمارات العامة، كما سيساعد على إيجاد فرص استثمارية أخرى.
- مصر
وعن العلاقات السعودية - المصرية، شدد الأمير بن سلمان على متانة العلاقات بين البلدين، وأنه لم يصدر أي شيء عن الحكومة السعودية يسيء لمصر، ولن يصدر.
وقال بن سلمان: إن "فرقاً مختصة تعمل حالياً على التجهيز لجسر الملك سلمان إلى شمال سيناء، وسيتم وضع حجر الأساس للجسر قبل 2020"، مشيراً إلى أنه "لا يوجد خلاف سعودي-مصري حول الجزر".
-سوريا
أما عن الأزمة السورية، التي اختتم بالحديث عنها اللقاء، فأوضح محمد بن سلمان، أن النظام السوري "أضاع الكثير من الفرص لحل الأزمة سلمياً".
ووصف الوضع في سوريا بـ "المعقد للغاية"، متهماً أوباما بأنه "أضاع فرصاً هامة لصنع تغيير هناك"، مبيناً أن "أي احتكاك بين القوى الكبرى في سوريا سيخلق أزمة دولية".