مدار الساعة - بتنقلها بين الأفران الساخنة في ورشتها بإحدى قرى محافظة القليوبية قرب القاهرة، ومتجر فاخر في أحد الأحياء الراقية بالعاصمة المصرية، تسعى نافخة الزجاج أفروديت وسيم، إلى إعادة الروح لحرفة نفخ الزجاج، التي تحتضر.
ولإبداع بلور زجاجي ملون تقف أفروديت ساعات أمام أفران درجة حرارتها نحو ألفي درجة مئوية، دون أن تكترث بالحرارة، وتقول إن حبها للحرفة يحفزها على السير قدماً.وعن عشقها لهذه الحرفة تقول نافخة الزجاج: "الموضوع حدث بالصدفة تماماً، حين دخلت الجامعة لم أكن أعرف أن هناك قسم الزجاج، وحين شاهدت هذا الفن الجميل أغرمت به، وقررت أن أتخصص فيه، وبعد أربع سنوات تخرجت وقررت عمل رسالة الماجستير في تقنية التشكيل اليدوي الحر".ودرست الفنانة الفنون التطبيقية مع التركيز على صناعة الزجاج في الجامعة غير أنها بعد التخرج كافحت لتجد موجها يعلمها الجانب العملي للحرفة في سوق يهيمن عليها الذكور.وعن ذلك قالت: "كان من الصعب أن أجد من يعلمني بصورة مستمرة، سافرت للخارج وتعلمت المزيد، أنا الفتاة الوحيدة التي أكملت في هذا المجال، تطبيقيا".وسافرت أفروديت لإيطاليا أين تعلمت الجانب العملي لحرفة نفخ الزجاج على يد متخصصين هناك.وعن وقوفها أمام الفرن شديد الحرارة أضافت "أنا مثل أفروديت يعني شخصياً أسعد جداً بوقوفي أمام الفرن حين أمسك خامة صلبة جداً، وفجأة في لحظة تصبح لينة في يدي، وأطوعها بأي شكل أريد، وبألوان غاية في الجمال، أريدها أن تبهر كل من يراها".وأتى تعب أفروديت أُكُله وأصبحت تدير الآن ورشة زجاج خاصة، أين تعمل جنباً إلى جنب مع عدد قليل من الحرفيين لإبداع قطع زجاجية مميزة.وعن صعوبات هذه الحرفة قالت: "الصعوبات أن هذه الحرفة في مصر حكر على الرجال، فكان كذا مرة أثناء عملي رسالة الماجستير يعني دراسة أحاول دخول أماكن لعمل تصميمات معينة، قيل لي وقتها لا، لا نساء تدخل داخل المصانع، ستسبين المشاكل".وتوضح أفروديت أنها المرأة الوحيدة بين عدد قليل من نافخي الزجاج الذين لا يزالوا يعملون في مصر أين استبدلت التقنية التقليدية بالتكنولوجيا الحديثة، والإنتاج الضخم.ويجد العديد من المصنعين أن نفخ الزجاج يستغرق وقتاً طويلاً، ومكلفاً، فيستخدمون بدله قوالب جاهزة لتصميماتهم.لكن أفروديت تأمل أن تلعب دوراً في حماية هذه الحرفة، فهي تحلم بتوسيع عملها، ونشر مزيد من الوعي بين المصريين بالشكل الفني الذي عشقته منذ سنوات.