بقلم: حسان عمر ملكاوي
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
ما دعاني للتذكير بهذه المقدمة البسيطة هي حملة شعواء صفتها الشخصنة وعنوانها السطحية هدفها التخريب والإساءة تفتقد الرونق الذي لا يأتي إلا عندما يكون المحتوى والمضمون جميلاً وواضحًا وصادقاً
بعد التشكيل الحكومي بلحظات أشرت في مقال بعنوان الموضوع ليس أسماء منشور في هذا الموقع المتميز واقتبس جزءا مما قلت
(المغزى مما سبق الإشارة إلى أن المطلوب والواجب في هذا الظرف العصيب يفرض التكاثف والتعاون بطرح الأفكار والحلول والابتعاد عن شخصنه الأمور أو أسماء الفريق أو الجغرافيا والأصل التقييم والتركيز على كفاءة عملهم والمساعدة لهم في حمل الأمانه وليس زرع الألغام في طريق فرضت الظروف والمعطيات أن لا يكون مفروشًا بالورد لأن الشخصنة تدمر ولا تبني ولا تحقق النجاحات
والإساءات مرفوضة ولا تلائم الحق أو العادات وأيضاً ليست نوع من الحريات
والمجاملات قد تكون في الفرعيات وليست بالأساسيات
والتجرد دائمًا يقود نحو الإنجازات
والحساب لا يفسد المودة ولا يعارض الحق و الأخلاقيات
والتكاثف والتعاون أساس المطلوبات واولى الضروريات
والعناد أساس الكفر والجهل والإخفاقات) انتهى الإقتباس
وأنا هنا لست مدافعًا عن أحد فقد اختلف كثيرًا مع تبرير معاليه قبول الدخول في التشكيل كما أنني مختلف أصلا معه في رفضه الدخول السابق
وأقول أيضاً أنه في الغالب أن بعض الحكومات التي أشار إليها كان لديها نية التغيير وضمت أشخاص مشهود لهم بالكفاءة والوطنية .. الخ
وأيضا اختلف كثيرًا مع معاليه في طروحات سابقة ليس لأنها غير صحيحة بل هي طروحات مثالية واعتقد أن لا أحد يرفض المثالية ولا أحد يرفض رفع خط الفقر أو إلغاء البطالة ... الخ من الطروحات التي تبناها معاليه ويتبناها غيره لكن ذلك ليس أمر هين على أي حكومة ومن ضمنها حكومة دولة الدكتور بشر الخصاونة الموقر وهذا ما اوضحه معاليه تقربيا اليوم في تبرير الدخول
ما سبق سواء رأي معاليه أو أسلوبه وسواء اختلافي معه أو تأييده هو فكر وطرح واجتهاد يحمتل الصواب والخطأ ويقبل النقاش والانتقاد ويخضع للتقيم والتجويد ...الخ لكن أن تصل الأمور إلى الاستهداف الشخصي لمعاليه أو لتفاصيل حياته الشخصيه فذلك اقتحام وتعدي على حقوق الآخرين وبنفس الوقت ابتعاد عن أصول الحكم والتقيم لأفعال الآخرين
وأيضاً رغم الاختلاف أو التأييد للطروحات ولكن من الحق لمعاليه والواجب علينا أن نعطيه الفرصة فليس مبرر ولا مقبول اطلاق الأحكام مسبقا حيث أننا لاحظنا أنه لم يمضي على التشكيل دقائق حتى بدأ البعض من خلال الإعلام ومواقع التواصل بشن الهجمات وافتراض الفشل ونشر تفاصيل شخصية سواء عنه أو الحكومة واعضائها
وأيضاً ظهور أحد اصحاب المعالي الذي نكن لهم الاحترام والتقدير في قناة أردنية وسؤاله عن جانب فني أو اعادة مقطع لمطربة قد يجمع الجميع على عشقها وهي الفنانه فيروز فإن ذلك لا يشكل جريمة ولا مخالفة في القانون ولا دليل على عدم الكفاءة ولا يمت لتقييم انجازات معاليه أو الحكم على فكره واقتصار تاريخ فكره في هذا الحدث فذلك غير مقبول ولكن مقبول أن نسأل عن سبب اختيار معاليه لهذه الوزارة تحديد رغم أنها بعيدة عن تخصصه ولكن أيضًا يجب أن ندرك أن الوزير منصب سياسي
وأيضاً خروج معاليه من السباق النيابي والدخول إلى المنصب الوزاري وكما قلت في منشور لي في صفحتي الشخصية( محب الاردن )
أنه من الناحية القانونية تعين مرشح في قائمة انتخابية وزير لا يؤثر على ترشيح الاخرين في القائمة لكنه يؤثر على حساباتهم الانتخابية
والمهم أن هذا القرار هو قرار يعود الحق باتخاذه الى صاحبه أولا واخيرا سواء كان الناقد أو المتابع يتفق معه أو يختتلف في قراره
ما أود أن نقوله أن الوقت العصيب لا يحتاج الى ترك الأصل وتركيز في جزئيات لا تعني ولا تؤثر ولا تمثل أصول التقييم الصحيح
ما بين المتابع والمنتقد للحكومة أو أشخاصها هو العمل والفكر والنتائج وليس لون العيون وربطة العنق ....الخ
وختاما من المؤكد أن بعض البشر لا يميلون لحسن الظن لأن سوء الظن قد يمنحهم قصص مُثيرة تسعد خيالهم .