البروفيسور الملاعبة يكتب: أكوام الخبز الجافر.. الجوع كافر

بقلم: ا.د. احمد ملاعبة

غداً سيكون المشهد مختلفاً تماماً التزاحم لن يكون على المخابز بل على الحاويات لرمي أكوام الخبز الذي اشتراه الاردنيون وبكميات تفوق "النفط العربي المفقود بيد القوى الإمبريالية"..

لم أكن أتوقع أن شراء كيلو خبز من أحد المخابز في عمان يحتاج ٣ ساعات انتظار.. الشعب المتوجس من الحظر هجم هجوما غير مسبوق ومنذ يوم الثلاثاء وحتى الخميس وجمع ارطال الخبز في بيته خوفا من مجاعة قد تصيب الأسرة خلال يومي حظر بعد أن اقتربت أرقام الإصابات بفايروس كورونا في الأردن الى الالفي إصابة والوفيات فوق العشرين..

أكوام الخبز التي تجمعت في البيوت لن تستهلك ضمن مفهوم الأمن الغذائي بل مهما كان التخزين صحيحا ستجد المواطن المعتاد على "الرغيف الطازج الساخن" على أطراف الحاويات يلقي بما تبقى.. وهو عادة أكثر مما استهلك.. وسنجد الفقراء ومربي المواشي الأكثر تجوالا في الشوارع يحومون حيث تقبع الحاويات.

نحن دولة تستورد القمح وفرغت كواراتنا منذ زمن كبير .. بل لم يعد لدينا في البيت " كوارة طحين" وأصبح القمح الوطني ندرة بعد دمار وإهمال زراعة القمح وخصوصا سهل حوران "آبل القمح" في اهراء روما منذ قبل الفين عام.. غاب القمح والرحى والطحين والخزين.. فهل سنقنن بيع الخبز ايام الحظر بمعدل رغيف لكل فرد في الأسرة أو معدل ٣ كيلوغرامات للأسرة ليومي الحظر ام اننا تعودنا على العشوائية وعدم الاكتراث.