انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة جاهات واعراس الموقف مناسبات شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

رشا عواد تكتب: ليس كل ما نعيشه مؤامرة.. وعي المواطن لا يتجزأ!

مدار الساعة,مقالات,وزارة الصحة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/10/07 الساعة 17:29
حجم الخط

مدار الساعة - كتبت: رشا عواد

يلقى اللوم اليوم على وعي الشعب وبما فيه كافة فئات المجتمع الاردني باعتباره السبب في تفشي فيروس كورونا حالياً، متجاهلين، ليس فقط دورهم في محاربة الڤيروس وإنما ايضاً بالعمل على نشره بصورة تدعي الاستفهام، جهل ام عدم اكتراث وتسليم للامر الواقع! للمخاطرة بحياتهم وصحتهم والخروج سعياً خلف المقاهي والمطاعم والاسواق التجارية..

نحنُ لسنا ضد الترفيه عن الذات ولكن بحدود وذلك اقتصاراً اثناء الوضع الراهِن لما اراه من استهتار وانعدام الوعي، اثناء حديثي بقصة كورونا والعدوى مع بعض الرفاق ووفقاً لما اشاهده من مشاهد يومية تستدعيني بعض المواقف للسؤال هل نحن وصلنا لمرحلة انعدام الثقة في من يحيط بنا من اشخاص كانوا موظفين اثناء تأدية عملهم ام مواطنين يقومون بممارسة اعمالهم الاعتيادية ونشاطاتهم اليومية وعلى سبيل المثال والاستدلال وعند ذهابي لشراء بعض الحاجات التموينية التي تستدعي العامل لسكبها بيده اتفاجأ واصاب بالصدمة بما قام به واثناء ارتدائه للقفازات بأن استلم النقود من الزبون الذي يسبقني دوراً وعند حلول دوري وبنفس القفازات التي استلم بها النقود باشر بالسكب لي، بعدما انتابني الشعور بالصعقة والصدمة ما دفعني لسؤاله ما فائدة ما ترتديه من وقاية؟

هل هذا جهل ام ان الاستهتار قد سيطر على افعالنا وعقولنا، ان لنفسك عليك حق وان لغيرك حق ايضاً بالامان والاطمئنان علينا ان نكون اكثر وعياً وذكاء، ما ذنب المواطنين المواظبين على قواعد الوقاية والسلامة من هذه التصرفات الضارة! "فالموت من الفيروس محتمل ولكن الموت من الجهل أكيد"، والأهم هو تجاهل هؤلاء لكم الرسائل الإعلامية التي ترسلها الدولة بشكل يومي، والتي ترفع من وعي المواطن، وتزيد من احترامه للعلم والعلماء، الرسائل تأتي من شخصيات عامة ومسؤولين حكوميين، وعبر المنابر الإعلامية للسلطة، ما سبق وغيره من التصريحات التي تغرس في وعي المواطن المنهج العلمي في التعامل مع الوباء والأزمات، لا ارى اي مسؤولية تقع على عاتق الحكومة والدولة بالإضافة إلى البروتوكول الناجح الذي تتبناه وزارة الصحة..

ارى ان لهذه التصريحات أثراً كبيراً في نشر رسالة ايجابية للجماهير عن مدى خطورة الفيروس، ولقدرته الشديدة على الانتشار، وبالتالي عدم الاستهانة في التعامل معه، خاصة عندما تحذر التصريحات عن عدم قدرة الحكومة على احتواء الفيروس في حالة التفشي المجتمعي وانتشاره الواسع الذي بدوره ممكن ان يهدم ويعمل على انهيار النظام الصحي الذي من شأنه حرمان المصابين من العناية بهم واحتوائهم.

تخيل معي عزيزي القارئ تأثير تصريحات الحكومة بما أتى على لسان اطباء وعلماء على وعي المواطن العادي، الذي سيكون على قناعة بأن العلاج موجود وبالتالي لا داعي للخوف ولكن تستدعي الظروف تباعاً لاتخاذ جميع الإجراءات الوقائية والاحترازية في مواجهة الفيروس وكل هذه التصريحات وغيرها الكثير، أحد أهم الأسباب في خلق حالة من الوعي بالأزمة ومدى خطورتها، والتعزيز من قدرة الشعب على التصدي له وهذا على عكس ما يتم الترويج له عن مسؤولية الحكومة عن انتشار الوباء، فالنظام هو المسؤول الأول عن حالة الوعي بين مختلف قطاعات الشعب الاردني، عبر مزيج الامل والمساعدة اللذين مارستهما وتمارسهما الدولة وأذرعها الإعلامية والأمنية طوال الفترة الماضية.

مدار الساعة ـ نشر في 2020/10/07 الساعة 17:29