مدار الساعة - تشكل صفاء سلطان، النجمة الأردنية المتألقة في ساحات الفن العربية، مثالاً يحتذى حينما يتعلق الأمر بالإرادة والتصميم، فمسيرتها غنية بالمحطات المضيئة التي تجعل منها سفيرة مميزة لوطنها في كل مكان.
وتستمد «السلطانة» نجوميتها، من موهبتها الفنية، وشخصيتها القوية، وهما العاملان اللذان مكّناها لتكون واحدة من ألمع النجمات، ليس على صعيد البلدان التي تألقت بها وهي الأردن، سوريا، مصر وحسب، بل إن جماهيريتها تمتد أيضاً لكل الأقطار الشقيقة.
والمقربون من «النشمية الدمشقية»، المولودة من أب أردني وأم سوريّة، يعرفون جيداً صفات تلك الفتاة الجميلة «شكلاً وروحاً»، التي تمكنت من بناء قاعدة علاقات واسعة قائمة على الاحترام المتبادل بينها وبين جميع زملائها الفنانين من مختلف البلدان، من منطلق إيمانها العميق بأن لكل فنان ما يُميّزه عن الآخر، لذلك يجب أن لا يخرج التنافس الفني عن إطاره الشريف، وبما يليق بالجمهور المثقف الواعي صاحب الكلمة الفصل في عملية التقييم.
كما تعرف «الدائرة الخاصة» المحيطة بالنجمة المحبوبة، قدرتها على تجاوز كل العقبات دونما اكتراث، ودون الحاجة لعبارات الاستعطاف، فـ»داخلها» مجبول على التحدي مهما كانت المعيقات، حتى أنها تمكنت قبل فترة وجيزة فقط، بفضل الله أولاً، ثم بفضل عزيمتها، من تخطي ظرف صحي صعب، كان الثاني خلال شهور قليلة، وقد فضلت أن تواجه الأمر بنفسها، دون إشهار، ونجحت بالانتصار، بكل إصرار.
تلك المستجدات، لم تثن صفاء عن مواصلة طموحاتها، حيث عادت سريعاً لطبيعتها، وهي تخوض حالياً جملة من الأعمال الفنية، منها ما هو جديد غير مألوف عنها، ومنها ما هو خارج سوريا -حيث تقيم-، وهي تفضل في الوقت الراهن عدم الكشف عن هذه الأدوار، الأمر الذي يجعل عشاقها «الكثر» في شوق وانتظار.
ورغم «كم» العروض التي تتلقاها بين الحين والآخر، لكنها دائماً ما تمنح الأولوية للأعمال الأردنية المعروضة عليها، إن اقتنعت بمضمونها ومحتواها، من باب الوفاء لوطنها.
بهذا الصدد، طالما عبّرت بطلة مسلسل قلبي دليلي الذي حاكى قصة النجمة الكبيرة ليلى مراد-، عن اعتزازها بزملائها الفنانين الأردنيين، معتبرة أن الساحة الأردنية تزخر بالعديد من المواهب التي سيكون لها شأن كبير في المستقبل، إن توفرت الإمكانات التي تعينهم على تطوير قدراتهم، لكنها شددت بذات الوقت على ضرورة أن لا ينتظر الفنان الفرصة كي يُطوّر أداءه، بل يجب أن يجتهد هو بنفسه للوصول إلى أهدافه.
ذلك تماماً ما ميّز «صفاء» خلال مسيرتها، حيث مضت في طريقها بثقة كبيرة سرعان ما تزايدت عاماً بعد عام، والنتيجة كانت «فنانة عربية» بكل ما تحمل الكلمة من معنى.
صفاء سلطان، نشمية أردنية وسفيرة مميزة لوطنها في كل مكان، تدخل قلوب الجماهير بلا استئذان.الدستور