انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة الموقف مناسبات شهادة جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

رولا بزادوغ تكتب: هل سؤال النصف الممتلئ والنصف الفارغ للكأس يبين من هو المتشائم والمتفائل ؟

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2020/10/06 الساعة 15:59
حجم الخط

كتبت: د. رولا عواد بزادوغ

نعم انها حقيقة من طريقة الإجابة على هذا السؤال فمن خلالها يتبين لنا كيف يفكر الشخص وكيف يشعر، فقد أظهرت دراسة استغرقت 25 عاماً أجرتها مايو كلينيك أن التشاؤم ضار بصحتنا ويقصر العمر..!

أثبتت نتائج الدراسة أن في المتوسط الأشخاص

المتشائمين يموتون قبل الأشخاص المتفائلين بنسبة 19 % بمعنى أخر؛ يعيش المتفائلون 13 - 14 عاماً أكثر، ويعانون أمراضاً أقل، ويعيشون حياة أكثر جودة.

يحب بعض الأشخاص الشكوى، وبعضهم الآخر يحب انتقاد كل شيء، وبعض الأشخاص لديهم أخبار سيئة طوال الوقت !

وهذا ما يؤكده مفهوم التشاؤم؛ فهو سلوك عقليّ - حالة نفسيّة تقوم على اليأس والنّظر إلى الأمور من الوجهة السلبية، والاعتقاد أنّ كلَّ شيء يسير على غير ما يُرام.

وبمعنى أبسط هو هو مجموعةٌ من الأفكار اللاإراديّة التّلقائية السّلبية، التي تنهال على الشخص فيُصدّقها ويتفاعل معها ويستسلم لها.

"علماً أنّنا جميعاً نتعرّض لمثل هذه الأفكار المتعلقة بهواجسنا عن حياتنا ومستقبلنا، لكنّ الشخص المتشائم يستسلم لها ويجعلها تقود مشاعره ومن ثمّ سلوكه."

كما هنالك كثير من الدراسات والأبحاث تؤكد مضار التشاؤم على الصحة، ومنها دراسة الصحة الجسدية لسيلغمان بالتعاون مع باحثي دورتموث وجامعة بنسلفانيا، حيث تابعت الدراسة بعض الأشخاص من سن 25 وحتى 65 عاماً لدراسة مدى تأثير أو ارتباط تفاؤلهم أو تشاؤمهم بحالتهم الصحية العامة على مدار السنوات. وتوصلت الدراسة إلى أن؛ التدهور الصحي السريع الذي عاناه الأشخاص مع تقدم أعمارهم بسبب التشاؤم.

علامات الشخص المتشائم:

١- انعدام التوازن النفسي؛ يتضح من خلال الغضب الدائم، صعوبة التسامح مع الآخرين.

٢-يمتص الطاقة الإيجابية ممن حوله ويحولها لسلىية من خلال قتل أحلام وأفكار وأهداف الأشخاص الآخرين وتحطيم عزيمتهم.

٣- التخلي والاستسلام بسهولة عن الأشخاص والأحلام والأهداف.

٤- النجاح أو السعادة بالنسبة له محض صدفة وحظ وليس نتيجة تعب!

٥- افتراض عدم نجاح المحاولات دائماً.

أسباب التشاؤم:

١- التفكير الخاطئ: حالة التعميم السلبي، الناتجة من أحد أمرين؛

- الخبرات السابقة السلبيّة التي تُخلَق نتيجة الضغوطات/الصدمات الكبيرة التي يمرّ بها الشخص.

- التّشوه المعرفي والمعتقدات المغلوطة.

٢- انعدام الشغف و/الطاقة.

٣- انعدام الثقة بالنفس.

٤- غياب الدافع للتغيير.

٥- التمركز حول الذات (تجاربه الشخصية هي محور حياته)

٦- الأصدقاء السلبيين.

آثار التشاؤم على حياة الأشخاص:

- الإكتئاب وغيره من الإضطرابات النفسية، العقلية والعاطفية.

- الألم المزمن والغضب والأرق وسوء النظام الغذائي.

- مشكلات صحية جسدية؛ أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسمنة وارتفاع الكوليسترول في الدم وقلة النشاط البدني.

- نادراً ما يتخذ المتشائمون خيارات في حياتهم، وإذا فعلوا ذلك، فيتخذون قرارات سيئة.

- الإدمان: مثل التدخين، الكحول وتناول الأطعمة غير الصحية.

أنواع التشاؤم:

١- التشاؤم اللاواعي؛
لا معنى أو هدف له، ولن يقود إلّا إلى الاكتئاب، وينبغي التخلص منه، وهو ما تكلمنا عنه في الفقرات السابقة، يجب علاجه عن طريق مختص.

٢- التشاؤم الواعي؛

تشاؤم مفيد، ففي مرحلة التخطيط كُن متشائماً، وافترض الأسوأ دائماً؛ كي تكون قادراً على صنع خطة جيدة.

"يبقيك التشاؤم الواعي حذراً ومتيقظاً وعلى استعدادٍ لمواجهة المشكلات المُحتملة."

بهذه الحالة هو تشاؤم إيجابي !!

تذكروا دائماً عندما كنا أطفالاً، لم نكن نستطع التفكير الا بتفاؤل وإيجابية وبأننا قادرون على كل شيء وأننا نستطيع الحصول على أيّ شيءٍ في الحياة، أليس كذلك؟

فتلك هي فطرتنا التي شُوِّهت مع تقدم العمر والتجارب والصدمات؛ فأصبحنا أشخاصاً متشائمين، هشّين، غير واثقين في أنفسنا. فلنعود إلى فطرتنا التي خلقنا عليها فهي فطرتنا الأساسية، لنؤمن أن الكون كلّه مُسخّر لنا، طاقاتنا وإمكاناتنا رهيبة لكنّنا مَن يُحجّمها.

إن نوينا نيةً حسنة، وسعينا إلى هدفنا في منتهى الصدق والشغف سنصل لمانريد بالتأكيد، وان لم يكن الآن فقريباً حتماً باذن الله تعالى.

مدار الساعة ـ نشر في 2020/10/06 الساعة 15:59